يفقد "الإخوانجي" مع اقتراب موسم الانتخابات، ومع تصاعد درجات الحرارة، في فصل الحر والقيظ المسمى صيفا، كل قدرة على التحكم في الأعصاب، لذلك يقول أي شيء، ويكتب أي شيء، ويدون أي شيء.
اليوم، هو في مواقع التواصل يهدد المغرب بالويل والثبور، وعظائم الأمور؟
"علاش بالسلامة يا شيخ؟".
لأن المملكة لا تنفذ تعليمات الملثم، الصادرة من مركز القيادة تحت النفق، داخل القناة التي تبث الفيديوهات.
طيب، ما لنا نحن والملثم؟ ومنذ متى كانت المملكة تابعة للفرع الفلسطيني لحركة حسن البنا، المسمى "حماس"؟ وهل المصاب بلوثة حادة، جاد في التهديد؟ أن هي "سخانة الصيف"، فقط، والحمى المتأرجحة بين البرودة والحرارة، وقد ضربت منه النورونات، وجعلته يعتقد أن الدار البيضاء، والرباط، وطنجة، وأكادير، وبقية حواضرنا والقرى، أصبحت تابعة للملثم وشلته؟
طيب هل لدى الأحمق ولي أمر، أو كبير عائلة، أو شخص ما وجده يوما على الرصيف وتبناه، نستطيع أن نتحدث إليه، لكي ننبهه إلى سوء سلوك تابعه الصغير هذا؟
في هذه النقطة بالتحديد هناك مشكل حقيقي، "بروبليم آعشيري". فكبيرهم الذي علمهم سحر الافتتان بالأجنبي، وعبادته، وتفضيل "الجماعة على الوطن"، هو الآخر غاضب في الصالون/ القبو، الذي يقبع فيه، منذ خسر الانتخابات الماضية، ومنذ بقي عاجزا عن تصديق أنه خسرها بالفعل "على ذراعو"، ولم يحتج لتدخل عدو ولا حبيب، لكي يوصل المغاربة إلى مرحلة النفور التام منه.
لذلك سيكون هناك مشكل تواصل كبير، وسنضطر لإلقاء الاستدعاء في قارورة على شط البحر، عساه يصل إلى جهة ما تستطيع أن تشرح "بالخشيبات" أن الإبل المغربية لا تورد هكذا، وأن مراسها صعب، وأن عنادها شديد، وأن الكلام معها بقلة أدب مثل هذه، لا يمر، لا مرور الكرام، ولا مرور أمثال التابع الصغير من اللئام، بل هو لايمر أبدا. «No pasaran» مثلما كان يصرخ الجيران الإسبان ذات زمن وذات نضال.
نحتاج اليوم أن نشرح لتابع الملثم، مدمن فيديوهات الأنفاق على القناة إياها، أن "المغرب غير"، ولا يشبه البقية.
ونحتاج أن نفسر للتابع وتابعه وبقية التوابع والزوابع أن ما يبدو لهم هم حقيقة مطلقة لا يأتيها باطل من أي مكان على شاشة التلفاز، يبدو لنا نحن، هنا في المغرب، قابلا لقراءة واحدة فقط: القراءة المغربية.
ولا تتحدث هنا فقط عن طريقة قراءتنا، في مساجدنا والجوامع ودور التعليم العتيقة، للقرآن الكريم، وهي طريقة تختلف تماما عن الطريقة المشرقية، تماما مثلما تختلف طريقة الأذان ونداء الصلاة هنا عن نظيرتها هناك. بل نتحدث عن قراءتنا المغربية للأوضاع في تلك الأرض البعيدة عنا جغرافيا، القريبة منا عاطفيا، والتي لدينا فيها باب نلج منه قلوب الفلسطينيين يسمى "باب المغاربة"، مثلما لدينا هناك باب نلج منه عقول الفلسطينيين، يسمى "باب الحكمة المغربية" التي تراعي مصلحة الشعب الفلسطيني، وتعرف أنه يكتوي من الملثم وأتباعه، بنيران تشبه تماما النار التي يكتوي بها، ممن يريدون الاستمرار في قتله وإبادته من متطرفي الجهة الأخرى.
المغرب لايحب المتطرفين، إسرائيليين كانوا أم فلسطينيين، أم أذيالا تابعة هنا وهناك.
لذلك هو مع الدولة الفلسطينية القادمة، ومع السلطة الوطنية الفلسطينية، ومع إرث أبي عمار، الختيار ياسر عرفات، الذي خونته جماعة الملثم قبل أن يولد الملثم، واتهمته ببيع قضية منحها عمره كله، فقط لأنه أراد وضع حد لنزيف الدم الفلسطيني هذا الذي يغني له "قوم تبع" الأناشيد والمحفوظات، ويتمنون في قرارة أنفسهم، ومن أعماق قلوبهم، ألا يتوقف عن السيلان، لكي يجدوا مايهددوا به البلدان التي يحملون جنسياتها وأوراق هويتها، ولا يحملونها في المسام والجينات والعروق، للأسف الشديد.
لدى التابع "الإخوانجي" هنا في المغرب مشكل عويص، وكبير، وحقيقي، ودائم لن يزول: هو أن المغاربة قوم نبوغ منحتهم الرعاية الربانية، فراسة المؤمن الحق الذي يتقن التمييز بين الصادق وبين "التابع الكاذب". لذلك لم يصدق المغاربة يوما هذه الجماعات المارقة، ولن يمنحوها أبدا ثقتهم، مهما بدا لكم الملثم، من قلب نفقه، على شاشة التلفزيون إياه، واثقا من قدرة توابعه على التنفيذ الأعمى لتعليمات الإضرار بوطنهم.
هذا عهد قطعه المغربي على نفسه هو والمغربية، تجاه الوطن، لذلك لاخوف على المغرب، ولا هو يحزن.
الخوف، كل الخوف، هو على التابع فقط وجماعته من القادمات، ومن يعش... ير، وكفى.