وسط أجواء احتفالية وحضور جماهيري لافت، انطلقت عشية اليوم الثلاثاء، 5 غشت الجاري فعاليات موسم التبوريدة بسيدي رحال الشاطئ، إيذانا بانطلاق نسخة جديدة من هذا الموعد التراثي السنوي، الذي أضحى محطة أساسية في أجندة المهرجانات الفولكلورية بالمغرب.


الموسم، الذي تنظمه جماعة سيدي رحال الشاطئ بشراكة مع جمعية مهرجان سيدي رحال الشاطئ، يُقام هذه السنة تحت شعار (هويتنا في تراثنا)، خلال الفترة الممتدة من 5 إلى 10 غشت، احتفالًا بثلاث مناسبات وطنية غالية: عيد العرش المجيد، ذكرى ثورة الملك والشعب، وعيد الشباب.

42 سربة.. مئات الفرسان

في ساحة قريبة من الشاطئ، خصصت بعناية لهذا الحدث، تعالت طلقات البارود وتناسقت صيحات الفرسان وهم يؤدون عروض "التبوريدة" المبهرة، وسط تصفيقات وإعجاب الزوار.
 42 سربة قدمت من عدد من المناطق، خاصة من الجماعات التابعة لإقليمي النواصر وبرشيد والجديدة وآسفي، وأيضًا من بعض مقاطعات الدار البيضاء، لتؤكد الانخراط الواسع للفرسان في إحياء هذا الموروث العريق.

المئات من الفرسان، من مختلف الأعمار، زينوا فضاء الموسم بلباسهم التقليدي وعتاد خيولهم المصقول بعناية، ليقدموا لوحات فنية تعكس عمق الفروسية المغربية وأبعادها الثقافية والتاريخية. لكن الميزة التي طبعت "السربات" المشاركة في هذه النسخة هو تكونها في الغالب من شباب حملوا المشعل عن الآباء والأجداد، كما تعرف الدورة مشاركة "سربة" جميع عناصرها شابات في مقتبل العمر، ما يضفي على هذه التظاهرة جوا من الحماس، خاصة أن "سربة نون النسوة" عرفت ترحيبا خاص من الجماهير خلال وصلة أدائها لتحية البداية.

إقبال كبير على "الموسم"


هذا الموعد لم يعد مجرد استعراض للفروسية، بل تحول إلى فضاء للاحتفاء بالهوية المغربية، يجمع بين الفرجة، الأصالة، والتلاحم المجتمعي. فتحت خيام "المحرك"، تعيش الأسر لحظات استثنائية، يسترجع فيها الكبار ذكريات الماضي، ويتعرف فيها الصغار على جزء من تاريخ أجدادهم.

ويأمل المنظمون أن تسهم هذه الدورة في "ترسيخ قيم الانتماء والمحافظة على التراث الشعبي"، كما أنها تشكل مناسبة "لتحفيز الحركة الاقتصادية بالمنطقة"، حسب ما أفاد به النائب الأول لرئيس المجلس الجماعي "مصطفى منجي" في تصريح ل "الأحداث المغربية"، مؤكدا أن "المدينة تعرف توافد عدد كبير من الزوار، ما ينعش التجارة المحلية والسياحة الشاطئية بالتزامن مع العطلة الصيفية".

سيدي رحال.. التبوريدة على ضفاف الأطلسي

وتكمن خصوصية هذا الموسم، أيضا، في موقعه الساحلي، حيث بتعانق هدير أمواج المحيط مع دوي البارود، في مشهد فريد يختزل تميز هذا الحدث التراثي، الذي يؤكد أن التبوريدة ليست مجرد ماض يُستحضر، بل إنها قد تشكل كذلك مستقبلا يُصان ويعاش من خلال الأبناء والأحفاد.