لا حديث هذه الأيام إلا عن لهيب ونار الحرارة المفرطة التي اكتوت بها ساكنة سلا، ما أجبر الكثيرين خصوصا الشباب والأطفال على الهروب للبحر ، حيث يشهد شاطئ سلا اكتظاظا كبيرا خصوصا أيام القيظ والذي يمتلأ عن آخره، مستقطبا مصطافين من كل الأعمار، همهم الوحيد الارتماء بأجسادهم المشتعلة في مياه البحر والانغماس في السباحة والتمتع بالمياه الباردة..

شاطئ.. والسلام!

شاطئ سلا ماعدى مياهه التي تتمتع بجودة متوسطة ورماله التي فقدت الكثير من لمعانها، حيث يحتاج للمرافق العمومية الحيوية وعلى رأسها المراحيض والدوش ومحلات الأكل والتغذية بشكل يقرب هذه الخدمات من أغلب المصطافين ، ما عدى بضعة مراحيض ورشاشات قليلة بمقابل بسيط لكنها لاتغطي الطلب المرتفع مما يظطر البعض لقضاء حاجاتهم بطرق عشوائية ،فيما تتوفر نقط بيع أكلات خفيفة لا تخضع للمراقبة قرب مركز التفريغ الخاص بقوارب الصيد ،إضافة لمراكز خاصة بالأمن، الوقاية المدنية والقوات المساعدة ومراقبي السباحة.

من جهة أخرى تسجل أحيانا فلتات هنا وهناك بالشاطئ تثير توجس الزوار ، من أعمال سرقة ولعب للكرة قريبا من المصطافين أسرا وأفرادا مما يعرضهم أحيانا للأذى..كما تقع حوادث أخرى جراء اعتداء كلاب على مصطافين مثل ما حدث مؤخرا لطفلة صغيرة والتي تعرضت لعضة كلب في غفلة من صاحبه مما يتطلب تحديد المسؤولية والجزاء في مثل هذه الحوادث واولها منع دخول الكلاب للشاطئ...!!

وفي المقابل تسهر فرق للخيالة والأمن وأفراد القوات المساعدة على مراقبة الوضع عبر دوريات والتدخل للحد من مظاهر التسيب والانحراف ورصد عمليات السرقة وترويج الممنوعات.

بين زمنين

فؤاد رجل تعليم متقاعد و أحد أبناء سلا القديمة الذي يعد من مدمني البحر والشاطئ والصيد قال في اتصال مع موقع أحداث انفو " شتان بين شاطئ سلا سابقا وحاله اليوم ،لقد كان الشاطئ نابضا ومفعما بالحيوية والنشاط و فضاء لممارسة الهوايات الرياضية و السمر والتخييم وكان يحتوي على العديد من المرافق الأساسية مثل البيوت الصغيرة المخصصة للكراء ، الرشاشات، الماء الشروب، محلات للأكلات الخفيفة وغيرها ، لكن كل ذلك لم يبق له وجود للأسف!!حيث نطمح كسلاويين لشاطئ يليق بتاريخ وموقع هذه المدينة العريقة.. في سياق المشاريع الكبرى التي تعرفها ضفتي ابي رقراق.. "..

الآن لازال السلاويون ينتظرون ما تخطط له وكالة تهيئة ضفتي أبو رقراق ، بخصوص مشاريع تهيئة الشاطئ منذ سنوات عدة ، حيث بقي في وضعية انتقالية لم تستقر بعد على مشروع تهيئة واضح ..!؟و يحتاج شاطئ سلا المليونية للتأهيل الشامل و إقامة كورنيش وترميم السور الواقي من زحف الرمال على الطريق المار لسيدي بنعاشر وتهيئة سوق السمك العشوائي وتوفير المرافق الحيوية سالفة الذكر..

ابتزاز ومساومة 

من جانب آخر يشتكي زوار الشاطئ من فرض ما يسمى " حراس السيارات والدراجات النارية" الذين تخلصوا من جيلياتهم،(فرضهم) للأداء دون استناد على رخصة قانونية من الجماعة، هذه الاخيرة التي أعلنت في يافطة أن الباركينك مجاني!!! ، لكن بكل صلف وعنجهية يفرض هؤلاء إتاوة على مالكي هذه المركبات الذين يسلمونهم بقشيشا" مكرهين أو بعفوية" ،دون اكتراث بأية مراقبة ..!

ومن جهتهم يفرض أصحاب الكراسي والطاولات والشمسيات أثمنتهم على المصطافين وأحيانا تحدث نزاعات بين مالكي هذه الوسائل أمام أعين المواطنين.. فيما اشتكى بعضهم في تصريحات اعلامية من عدم الترخيص لهم بمزاولة هذا النشاط التجاري الموسمي!!.

أنشطة متوقفة

خصصت جماعة سلا فضاء لتنظيم أنشطة موازية صيفية يتضمن بعض الملاعب الرياضية للأطفال وخيم لاحتضان ورشات ثقافية وفنية إلا أنه لم ينطلق البرنامج كما عاين ذلك موقع أحداث أنفو في زيارة للشاطئ يوم الأحد 20 يوليوز الجاري.

في هذا السياق أكد مسؤول بجماعة سلا أن هذه الأخيرة برمجت أنشطة ترفيهية ورياضية لكن تزامنها مع العروض الموسيقية لمهرجان موازين أدى لتأجيلها حيث ينتظر أن تنطلق عند استكمال جميع الاستعدادات فيما الملاعب الرياضية مفتوحة في وجه الأطفال.. أما بخصوص المرافق الحيوية ،سجل نفس المصدر توفر بعض المراحيض والدوش إضافة لمحلات متنقلة لتقديم أكلات خفيفة وقنينات الماء و القهوة.

سباحة خطيرة

يسجل كل سنة عدد من الغرقى حتى قبل قدوم فصل الصيف، حيث يفضل عدد من الشباب ارتياد أماكن غير محروسة ووعرة وسط الصخر مثل المكان المعروف ببوشوك والمون الصغير المخصص اصلا لمرور قواري الصيد من وإلى المرفئ الصغير،و هو ما يجعل سباحة هؤلاء محفوفة بالمخاطر وبعيدة عن أعين معلمي السباحة والوقاية المدنية..حيث يلفظ البحر كل مرة جثة لأشخاص في الغالب شباب..