وجهت فروع خمسة أحزاب سياسية بمدينة الفنيدق إنذارا سياسيا عبر بيان مشترك، أعربت فيه عن قلقها البالغ إزاء ما وصفته بـ"الوضع الخطير" الذي تمر به المدينة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية، مشيرة إلى أن استمرار هذا التدهور قد يؤدي إلى "انفلاتات اجتماعية غير محسوبة العواقب".
البيان الذي حمل توقيع كل من: الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حزب التقدم والاشتراكية، الحزب الاشتراكي الموحد، حزب العدالة والتنمية، وجبهة القوى الديمقراطية، صدر عقب اجتماع عُقد يوم الإثنين 14 يوليوز 2025 خصص لتدارس مستجدات الوضع المحلي.
أزمة خانقة منذ إغلاق معبر سبتة
وأكد البيان أن مدينة الفنيدق تعيش منذ سنوات وضعا استثنائيا غير مسبوق، زادت حدته بعد إغلاق معبر باب سبتة، حيث لم تفلح المشاريع البديلة في امتصاص "الصدمة الاقتصادية" التي أصابت المدينة، ما جعلها تتحول إلى فضاء للهجرة غير النظامية، والتهميش، والبطالة، والتسول.
وفي تصريح لـ (أحداث أنفو)، قال "محمد.أ"، وهو صاحب محل تجارييقع وسط المدينة:
"كانت لنا حياة اقتصادية نشيطة قبل إغلاق المعبر، اليوم بتنا في عزلة تامة، والحلول التي قدمت لا تُسمن ولا تغني من جوع."
تدبير صيفي مرتبك.. وشاطئ محاصر
وأشار البيان إلى أن تدبير الموسم الصيفي لهذه السنة لم يكن موفقاً، خاصة في ما يتعلق بملف الشواطئ، حيث تم تسييج الشاطئ الرئيسي ومنع المواطنين من ولوجه، ما خلف موجة من الاستياء في صفوف السكان والزوار.
"حسناء.ز"، شابة من سكان الحي المحاذي للشاطئ، قالت في حديثها للجريدة:
"الشاطئ هو المتنفس الوحيد للساكنة، كيف يُعقل أن يُغلق بهذه الطريقة..؟ لقد كنا نأمل في موسم صيفي يعوض بعض الخسائر، لكن الأمور سارت في الاتجاه المعاكس."
صراعات سياسية تُعطل المصلحة العامة
البيان كشف أيضاً عن حالة من الاحتقان داخل المجلس الجماعي، حيث دخلت مكونات الأغلبية في صراعات داخلية، انعكست على أداء المؤسسة المنتخبة، التي لم تعد قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة أو تنفيذ برامج تنموية فعلية.
وفي هذا السياق، أشار البيان إلى ما وصفه بـ"الحملة الانتخابية المبكرة" التي يقودها أحد البرلمانيين بالإقليم، عبر ما اعتبره "ركوباً سياسياً على المشاريع والمبادرات"، وتدخلاً في صلاحيات المؤسسات، دون أي تدخل من السلطات العمومية.
مطالب بالمحاسبة والإنقاذ
ومن خلال البيان دعت الأحزاب الموقعة عليه السلطات الوطنية والجهوية والمحلية إلى التدخل العاجل لإنقاذ المدينة من الركود الاقتصادي، وطالبت بتفعيل آليات الرقابة والمحاسبة، وفتح تحقيق في الاختلالات التي تعرفها الجماعة، في ظل غياب الرد والتوضيح من الرئيس ومكتبه المسير.
كما حذرت من أن "الاستمرار في هذا النهج قد يؤدي إلى انفجارات اجتماعية وأمنية"، داعية إلى مقاربة تنموية شاملة تُخرج المدينة من عزلتها.
فبعد أن كانت مدينة الفنيدق، إلى وقت قريب، ملتقى تجاريا وسياحيا بالنقطة القريبة من المعبر الحدودي لباب سبتة، وبعد أن كانت منطقة الشمال ترتبط في أذهان الكثير من المصطافين والسياح المغاربة بالفنيدق وتجارة السلع المتأتية من مستودعات طراخال، تجد المدينة نفسها اليوم أمام مفترق طرق حاسم، فإما أن يتم إنقاذها من الاختناق الذي تعيشه، أو تستمر في السقوط نحو الأسوأ، حسب ما خلص إليه بيان الأحزاب السياسية الخمسة.
وفي هذا السياق اختصر "عبد السلام"، الفاعل الجمعوي بالفنيدق، الوضع في قوله
"الفنيدق تحتاج اليوم إلى رؤية وطنية صادقة، لا إلى شعارات أو حسابات سياسية ضيقة"، مضيفا "لقد تعب الناس، وفقدوا الثقة في الجميع".