بعد هرطقات عبد الاله بن كيران المسيئة للمرأة وجهت الوزيرة الاستقلالية السابقة ياسمينة بادو رسالة إلى الأمين العام للبيجيدي تستنكر فيها تشبيهه للمرأة بحيوان اللقلاق. وفيما يلي نص الرسالة:
السيد عبد الإله بن كيران المحترم،
لقد أثارت تصريحاتكم الأخيرة، التي شبهتم فيها الفتيات باللقالق، واعتبرتم المرأة غير المتزوجة بمثابة حيوان، صدمة عميقة في الرأي العام الوطني. وبصفتي مواطنة، وامرأة، وإنسانة تؤمن بقيم الكرامة والمساواة والعدالة، لا يمكنني أن أظل صامتة أمام مثل هذا الخطاب المهين والمرفوض.
كلا، الفتاة ليست لقلقًا، والمرأة ليست حيوانًا، والتعليم ليس امتيازًا بل حقٌّ أصيل.
من حقكم أن تعبروا عن آرائكم، لكن حينما تتحدثون علنًا، وأنتم شخصية سياسية، فإنكم تتحملون مسؤولية أخلاقية ووطنية. فكلماتكم ليست مجرد رأي، بل هي رسالة تُغذي ثقافة التمييز والإقصاء، وتؤسس لفكر رجعي يتعارض مع روح الدستور، ومع قيم الإسلام السمحة، ومع تطلعات المغرب الحديث.
إن تعليم الفتاة هو مفتاح التنمية، وليس تهديدًا للقيم. فالفتاة المتعلمة تصبح امرأة حرة، واعية، قادرة على الإسهام في بناء الاقتصاد، والمشاركة في الشأن العام، وتربية الأجيال على أسس سليمة. تعليم الفتاة هو تعليم لمجتمع بأكمله، والنهوض بها هو نهوض بالأمة جمعاء.
تصريحاتكم تعيدنا إلى عصور مظلمة، حيث كان يُراد للمرأة أن تُقصى وتُهمَّش. لكن المغرب اليوم تغيّر. نساء المغرب أصبحن عالمات، طبيبات، مهندسات، أستاذات، قاضيات، وزيرات، فنانات، وأمهات فاضلات، يجمعن بين أدوار متعددة ويبرزن فيها بكفاءة وجدارة.
لا يتعلق الأمر هنا بمطالب نسوية فقط، بل بمبادئ إنسانية.
التقليل من شأن المرأة أو اختزالها في حالتها الاجتماعية أو تشبيهها بالحيوانات، هو مسٌّ مباشر بكرامة نصف المجتمع، وإهانة لذكاء ووعي المجتمع ككل. وهو خطاب لا يشرف لا الحزب الذي تنتمون إليه، ولا الدين الذي نؤمن به، ولا الوطن الذي ننتمي إليه جميعًا.
المغرب لا يُبنى بإقصاء فتياته، بل بنهضتهن ومشاركتهن الفعالة. المغرب القادم تصنعه النساء، لا يُقصين منه.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام