ألهب المغني الشعبي حميد السرغيني، مساء الاحد سادس يوليوز الجاري، حماس الجمهور الغفير الذي حج لمتابعة أطوار السهرة الفنية الأخيرة التي احتضنتها المنصة الكبرى بساحة 20 غشت بتارودانت، ضمن فعاليات المهرجان الوطني للدقة والايقاعات في نسخته 18، حيث التفاعل مع المطرب الشعبي الذي بدوره عبر فرحته الكبرى وقدماه تطأ المدينة العتيقة رفقة المجموعة.
على مدى ثلاثة أيام، عرفت مدينة تارودانت، تنظيم فعاليات الدورة الثامنة عشرة للمهرجان الوطني لفن الدقة والايقاعات، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل يتعاون مع السلطة الإقليمية والمجالس المنتخبة بتارودانت، وهو المهرجان الذي حظي منذ عدة دورات بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله اهلل وأيده.
وقد شكل هذا المهرجان الذي عملت الوزارة على توطينه بتارودانت، فرصة سنوية للوقوف على ما تحقق وما يلزم تحقيقه في المشهد الثقافي بنية وتنشيطا، كما أن الملتقى السنوي كان فرصة للوقوف على أهمية تراثنا المادي واللامادي إبداعا وترويجا حيث از وزارة الشباب والثقافة والتواصل تعمل جاهدة على التعريف بمختلف الجوانب المرتبطة بتراثنا المادي واللامادي بكل تعابيره في مختلف المحافل الوطنية والدولية.
ولا يمكن بلوغ المراء في هذا المجال دون سياسة تشاركية مع الجماعات الترابية والهيئات المنتخبة، وفعاليات المجتمع المدني سواء في مجال توسيع رقعة المهرجانات أو تنشيطها.
النسخة 18 من المهرجان الوطني للدقة والايقاعات، والذي أشرف على انطلاقته كل من الكاتب العام لعمالة تارودانت والكاتب الفني لوزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع الثقافة -، المدير الإقليمي لقطاع الثقافة بالمدينة، إلى جانب شخصيات مدنية وعسكرية ومنتخبين، كانت " اي الدورة "حافلة بمجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية، شاركت فيها مجموعات غنائية وفنية، تمثلت في جمعية الدقة الرودانية، جمعية الدقة المراكشية برئاسة هشام سليم، مجموعة احواش اسكا اولوز، مجموعة فن الكدرة الحسانية، مجموعة العيطة الجبلية، جمعية ناس حال رودانة للدقة الرودانية، مجموعة الدقة الدمناتية، مجموعة الفنان محمد سنان الحوار السطاتي، جمعية افوس غوفوس للتراث ايت باعمران، جمعية الاسوار للدقة والفنون الشعبية، جمعية الدقة واحياء التراث، جمعية كناوة فيزيون بتارودانت، واخيرا اوركسترا حميد السرغيني، وهي المجموعات التي تناوبت على منصة ساحة 20 غشت، من خلال ثلاث سهرات فينة كبرى نالت إعجاب الحاضرين.
وموازاة مع السهرات الفنية الكبرى الممتدة طيلة أيام المهرجان كان لجمهور المتتبعين والمهتمين بالمجال الثقافي والفني موعد مع محاضرة بعنوان " فن الدقة وخلفياتها الواقعية "، من تقديم الدكتور المختار النواري، كما عرفت الدورة كذلك تكريم رمزين من رموز ورواد الدقة الرودانية والدقة المراكشية في شخص كل من المقدم عبد المجيد العنصوري من مواليد شهر أبريل 1956 م بمدينة تارودانت. يعد ذاكرة المدينة و أحد تحفها. ترعرع في بيئة فلاحية ومحافظة بامتياز حيث ولع منذ صغره، بالتراث الموسيقي الشعبي المتنوع الذي تزخر به مدينة تارودانت وتمتاز به عن باقي المدن المغربية أولى أهمية كبيرة لعادات وتقاليد المدينة فأصبح من أكبر العارفين بالتراث الموسيقي الشعبي المحلي والوطني ورائدا لفن الدقة الذي تنفرد به مدينة تارودانت في المنطقة.
فنان من العيار الثقيل، يتميز بأدائه وحفظه الرائعين وبعطائه اللامحدود حيث ساهم في الحفاظ على هذا الموروث وتناقله عبر الأجيال والتعريف به كموروث تراثي وثقافي. مثل مدينة تارودانت في العديد من الملتقيات الجهوية والوطنية وساهم بذلك، في توثيق هذا الفن وتدوينه عبر الوسائط المختلفة بما فيها الصوت والصورة.
الشخصية الثانية المكرمة ثمثلت في المقدم أحمد أيت شالة، الملقب ب " جمعة "، منومدينة مراكش، المزداد سنة 1951 م بمدينة مراكش الحمراء عاصمة النخيل ومهد الفراجة، وهو فنان مخضرم اهتم بفن الدقة وتأصيله كموروث فني عريق والمحافظة عليه، ليبقى ماثلا للأجيال القادمة، وجسرا للتواصل بين جيل الشيوخ وجيل الشباب هو من مؤسسي فرقة " آيت الربعين " رفقة المقدم " بابا " رحمه الله جعل من فرقته فضاء للتواصل بين مختلف الممارسين لاكتشاف المواهب الشابة وصقلها من خلال المواكبة والممارسة، حيث شارك أحمد أيت شالة رفقة فرقته في العديد من التظاهرات الفنية على المستوى الجهوي والوطني.