اعتبر رئيس الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء الدكتور بوبكري محمادين حصول هيئة أطباء الدار البيضاء سطات على مقر " دار الحكيم الدار البيضاء " هو صرح جديد يختزل في جنباته فلسفة عميقة تجسد الرؤية الملكية لجلالة الملك محمد السادس، نحو بناء الدولة الاجتماعية وهي لحظة تتجاوز دلالاتها المادية لتلامس جوهر التزام الجميع كمجتمع وأمة بتحقيق العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

تأكيد الدكتور بوبكري محمادين على انخراط الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء في بناء الدولة الاجتماعية يأتي خلال حفل الافتتاح لمؤسسة " دار الحكيم الدار البيضاء " يوم الأربعاء 9 يوليوز 2025 بتراب عمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان، معتبرا أن دار الحكيم تجسد للمفهوم الاجتماعي للدولة ودور الطبيب المحوري وانضمامها للصروح باقي الهيئات الجهوية ( بني ملال ــ مراكش ـ فاس ــ طنجة... ) وتجسيدها لمفهوم متجدد للدولة الاجتماعية، ولا تهدف إلى جمع الأطباء بالقدر ما توفر مؤسسة دار الحكيم ملاذا ومركزا مهنيا واجتماعيا يعزز روح الزمالة والانتماء، وترسخ قناعة ثابتة بأن التنمية الحقيقية لا تكتمل إلا بتحصين المواطن صحيا واجتماعيا.

حفل الافتتاح الذي حضره وزراء سابقون بقطاع الصحة والنقابات والجمعيات المهنية للصحة جعلت رئيس الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء يؤكد أن مؤسسة دار الحكيم ستعزز من إشعاع الأطباء ودورهم المحوري على اعتبار مسؤوليتهم لا تتوقف عند تنظيم المهنة والدفاع عن أخلاقياتها بل تمتد لتشمل تنمية كفاءات أعضائها وهو ما يعزز الثقة في الهيئة مفاعل أساسي في تحقيق أهداف المنظومة الصحية ودعم ورش تعميم الحماية الاجتماعية في تناغم مع مفهوم الدولة الاجتماعية.

كلمة وزير الصحة والحماية لاجتماعية التي ألقها بالنيابة أمين التهراوي الكاتب العام للوزارة أكدت أن لقاء هيئة الأطباء اليوم يبرز المشهد المندمج أن " دار الحكيم " كمؤسسة مهنية وأخلاقية تجسد روح المسؤولية وفضاء للحوار ومرجعية لتأطير الممارسة الطبية وصون قيمها، مبرزا بأن الحكيم في الثقافة والحضارة لم يكن طبيبا فقط بل كان ولايزال صاحب رأي سديد ومرشدا ومؤتمنا ومصدرا للرحمة والثقة والسكينة وملاذا للناس في أوقات الشدة، تشير كلمة الوزير في حل الافتتاح أن تحديات المرحلة الراهنة والمستقبلية وما تفرضه من تحولات سياسية عميقة وانتظارات اجتماعية وضغوط مهنية تدعو مؤسسات ومهنيين بالقطاعين معا العام والخاص للارتقاء بروح المسؤولية وتعميق ثقافة التعاون والانخراط الفعلي بأوراش الإصلاح والتجديد التي يقودها بحكمة وتبصر جلالة الملك محمد السادس، ومن بينها بناء منظومة صحية أكثر تماسكا وعدالة وفعالية ترتكز على الجودة والحكامة والمساواة في الولوج والانفتاح على المستقبل.

وبدوره الدكتور عبد الكريم زبيدي رئيس المجلس الجهوي للأطباء بجهة الدار البيضاء سطات اعتبر افتتاح دار الحكيم يشكل بيتا يحتضن الجميع ومركزا يلبي الطموحات ومنارة تضيء درب مهنة الطب النبيلة، وأن المقر ليس مجرد مبنى من حجر وطوب بل هو رمز لالتزام الهيئة المتجدد بالحفاظ على شرف ونبل المهنة، وتأكيد لعزمها المشترك على تطويرها وترسيخ أخلاقياتها السامية وخدمة المجتمع، مشددا في نفس الوقت أن الهيئة سعت لكي يكون هذا الفضاء مساحة للتعاون ومنبرا للتكوين المستمر ودرعا للدفاع عن حقوق الأطباء، وضمانا لأفضل الظروف الممكنة لممارسة هذه الرسالة النبيلة، مشيدا بكل من ساهم من قريب أو بعيد في تذليل الصعاب وتقديم الدعم لكي يرى هذا المقر النور.