يفخر شعب الرجاء في المغرب بعديد الألقاب والإنجازات، وبكثير من الكؤوس والبطولات، داخليا وخارجيا، لكنه يفخر أكثر بالشهادة الملكية السامية في حق نادي الشعب، يوم قال جلالة الملك مهنئا النادي العريق: "وسيظل الرجاء الرياضي مثالا جديرا بالاقتداء من لدن مختلف الأندية الوطنية".
يعتبرها الرجاويون شهادة العلامة الكاملة، ويفاخرون بها الجميع، ويقولون "نعم، نحن النموذج، وهذا بشهادة ملك البلاد".
أول أمس الإثنين، زادتنا الخضراء من الشعر بيتا، وهي تقترح على الجميع تمرينا ديمقراطيا شفافا ونزيها، تابعه محبو الفريق، ومحبو الكرة في المغرب عبر المباشر، من بدايته حتى النهاية.
تنافس حول رئاسة الرجاء ثلاثة مرشحين قدموا ثلاثة مشاريع، واختار الجمع العام من اختاره الجمهور قبل الجمع: جواد الزيات رجلا للمرحلة، ومكلفا بتنزيل مشروع الشركة الرياضية إلى أرض الواقع، ومطوقا بمهمة إعادة النادي إلى سكة التألق داخل المغرب وخارجه.
لعلها أول مرة نرى فيها فعل انتخاب رئيس ناد للكرة في المغرب بهذا الشكل، وفي علم الأولويات وعالمها، الرجاء دائما السباقة. ولعلها أيضا المرة التي ستقتنع فيها بقية أندية المغرب بأن زمن الرهان على شخص واحد قادم من حيث لا ندري لكي يقود الفريق إلى المجهول وإلى ما لا يدري هو زمن مضى وانقضى.
دخلنا في المغرب زمن المونديال، وأصبح لزاما علينا ـــ مثلما نقولها عن إعلامنا وضرورة توفرنا على وجه مشرف وقوي ومهني له قبل 2030 ـــ أن نتوفر على فرق مشرفة، بمشاريع مشرفة، وبمسيرين مشرفين، وبنتائج مشرفة.
سنقولها مجددا على سبيل التذكير الأليم بها، لأنها ضرورية: كان بئيسا بالفعل أن يحقق المغرب في قطر تلك النتيجة الخرافية التي أذهلت العالم، وأخرجت الملك والشعب إلى الشوارع فرحا، وأن نعود مباشرة إلى الوطن، فنجد أنفسنا أمام نقاش مسكين وصغير وبئيس عن التذاكر اختلقه بعض المسؤولين والمسيرين، وأن ندخل بعدها معهم خضمهم الفاسد في تسييرهم الفاشل لأنديتهم، مقدمين لنا الدليل على أن البلد في واد، وهم في واد آخر.
هذا الزمن ماض لكي يصبح وراءنا، والمغرب كله يطمح إلى رؤية كل أنديتنا الوطنية، وهي تتنافس بشرف لكي تقدم أفضل من وما فيها لخدمة الكرة والنادي والوطن، لا لخدمة المسار الشخصي، أو لتحقيق الشبع بعد جوع، أو لدخول السياسة من بوابة الساحرة المستديرة التي تحبها الجماهير.
لذلك، وسواء كنت تحب الرجاء، أم تحب غيرها، ستكون سعيدا يوم الإثنين، وأنت ترى بداية تمرين ديمقراطي مبشر يحسم الاختلاف بشكل حضاري داخل ناد مغربي، وستأمل بكل تأكيد أن تمتد "العدوى الجميلة" لكي تشمل الجميع، وسترى فيما وقع بداية عهد آخر للكرة في المغرب نتمناه، ونحلم به، ونعرف أنه ـــ بحكم تطور الأشياء العادي والطبيعي ـــ واقع لا محالة.
مبروك لرئيس "الرجاء" الجديد جواد الزيات التكليف/ التشريف، وهو أول من يعرف أن مهمته لن تكون سهلة، وأن نجاحه سيكون انتصارا لمن راهنوا على (معسكر العلم) وقالوا: هو الحل، مثلما يعرف أن فشله ــ لا قدر الله ــ سيعيدنا جميعا إلى الوراء في هذا المجال.
ماذا يقول الرجاويون لكي ننهي بها الملحوظة هذا اليوم؟
يقولون بعد "ديما رجا": "الله يعلي الدرجة".
آمين، وكفى.