أكد عبد اللطيف معزوز، رئيس جهة الدار البيضاء سطات، أن الدورة العادية لمجلس الجهة، والتي ترأسها محمد امهيدية والي الجهة، شهدت إقرار مشاريع ضخمة في مجال النقل، تشمل تطوير النقل الطرقي والسككي، بما في ذلك القطار السريع والقطار الجهوي، إضافة إلى تعزيز شبكة الحافلات للنقل بين الجماعات وداخلها.
وأضاف معزوز، أن هذه المشاريع تنفذ بتعاون وثيق بين الجهة والدولة، وتهدف إلى تحسين البنية التحتية للنقل وتسهيل حركة المواطنين.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، عقب اجتماع مجلس جهة الدار البيضاء سطات في دورته العادية، قال معزوز إن هذه الدورة تميزت بطابع خاص من حيث المضمون، حيث تم خلالها المصادقة بالإجماع على عدد من المشاريع الكبرى التي سترى النور على المدى البعيد، بحلول سنة 2029.
وأوضح أن من بين النقاط المهمة التي تمت المصادقة عليها، مشروع محطة معالجة النفايات في مديونة، والتي تم رفع ميزانيتها من 3.5 مليار إلى 16 مليار درهم، مبرزا أن الهدف الأساسي من المشروع هو تجاوز منطق الطمر التقليدي للنفايات الذي كان يسبب انبعاث الروائح الكريهة، والانتقال إلى معالجة متطورة تجعل من النفايات مادة أولية لإنتاج الطاقة، وهو توجه بيئي واقتصادي مستدام.
وفي سياق متصل صادقت الدورة على مشروع إنشاء محطة تسويق للمواد الغذائية تشمل الخضر والفواكه واللحوم والأسماك، والتي ستشكل بديلاً حديثاً لسوق الجملة الحالي.
واعتبر معزوز أن هذه المحطة ستتميز بحجمها الكبير وتجهيزاتها اللوجستيكية المتطورة، مما سيمنحها إشعاعاً على الصعيد الجهوي والوطني وحتى القاري.
ولمواجهة تحديات الماء، تطرق رئيس الجهة إلى التحديات المتعلقة بندرة المياه، مؤكداً على التوجيهات الملكية الصارمة التي تحتم عدم حرمان أي مغربي من ماء الشرب.
وأشار إلى ضرورة توفير 80% من مياه السقي، بغض النظر عن تساقطات الأمطار، وذلك ضمن برنامج وطني تشارك فيه الجهة مالياً وتنفيذياً.
وفي سياق متصل أبرز رئيس الجهة أيضاً البرامج التي تعزز إشعاع الجهة في مجالات البحث العلمي ودعم المقاولات الناشئة من الجيل الجديد.
وأوضح أن الجهة تعمل بتنسيق مع وزارة التجهيز والماء، المدرسة الحسنية، وزارة الداخلية، وزارة التجارة والصناعة، وجامعات دولية من أمريكا وأوروبا وآسيا، لإنشاء مركز بحثي متطور يكون منبعا للابتكار وخلق مشاريع وبراءات اختراع جديدة.
وفي الإطار ذاته، أفاد رئيس الجهة، أنه رغم المصادقة بالإجماع على معظم النقط، فقد شهدت الدورة نقاشاً حول ثلاث نقاط لم تحظَ بالإجماع، "مما يعكس حرص المجلس على مناقشة جميع القضايا بشفافية ومسؤولية"، على حد تعبيره.
وشدد المتحدث على أنه من خلال "المشاريع الطموحة" التي تمت المصادقة عليها خلال الدورة، تؤكد جهة الدار البيضاء سطات" التزامها برسم مستقبل تنموي مستدام ومتوازن، يواكب تطلعات ساكنتها ويعزز مكانتها الاقتصادية والاجتماعية على المستويين الوطني والدولي."
ويشار إلى أن دورة يوليوز لمجلس جهة الدار البيضاء، ناقشت عدة مشاريع واتفاقيات، حيث تضمن جدول الأعمال، ما يناهز 119 نقطة، وسبع محاور خصصت للمشاريع الكبرى وهمت المشاريع المهيكلة الكبرى وتمويلها والتشغيل والتنمية الاقتصادية والقروية والسياحية، والطرق والبنيات التحتية والتجهيزات الأساسية والتأهيل الحضري، والماء والبيئة والتنمية المستدامة، والخدمات الاجتماعية والصحة والتربية والرياضة والثقافة والشراكات، ثم التعديلات والملاحق والإلغاءات وأخيرا الميزانية والشؤون المالية والبرمجة.