خلال ساعات قليلة من المنتظر أن يسدل الستار على فعاليات مهرجان الفنون الشعبية بمراكش، في دورته الرابعة والخمسين، وسط أجواء احتفالية حماسية، حيث أعلنت الجهة المنظمة ممثلة في جمعية الأطلس الكبير، عن استقطاب المنصات الأربع للمهرجان لما يناهز 250 ألف متفرج، في رقم يعكس حجم التفاعل الجماهيري الكبير مع هذا الحدث الثقافي العريق.
وكشف محمد الكنيدري، رئيس المهرجان، عن هذا المعطى خلال كلمته على منصة السهرة الختامية التي احتضنها فضاء قصر البديع التاريخي، حيث عبّر عن اعتزازه بنجاح هذه الدورة التي، بحسب تعبيره، "وفت بوعدها مع عشاق الفنون الشعبية والتراث المغربي الأصيل".
وقد توزعت العروض الفنية طيلة أيام المهرجان على أربع منصات رئيسية شهدت توافد جماهير غفيرة من مختلف الأعمار والجهات، جاءت لتتابع لوحات فنية من عمق الذاكرة الشعبية المغربية، قدمتها عشرات الفرق الفلكلورية القادمة من ربوع المملكة.
وأكد الكنيدري أن النجاح اللافت لهذه الدورة لم يكن ليتحقق لولا تظافر جهود كل الشركاء والداعمين، من سلطات محلية، ومجالس منتخبة، وفعاليات المجتمع المدني، مشيدا في الوقت نفسه بروح الانضباط التي ميزت سلوك الجمهور.
ويُعد مهرجان الفنون الشعبية بمراكش أحد أعرق التظاهرات الثقافية في المغرب، إذ يضرب سنويا موعدا مع جمهور محب للتراث، ويمنح الفرق الفلكلورية فضاء للتعبير عن هوية مناطقها، وسط تزايد الاهتمام الوطني والدولي بهذا الإرث اللامادي.
ومع إسدال الستار على الدورة 54، تشرع الأنظار في التطلع نحو النسخة المقبلة، التي يأمل المنظمون أن تكون على قدر تطلعات جمهور يتشبث بفنونه وتراثه ويجد في المهرجان فسحة أصيلة للاحتفال بالجذور.