"اللهم الخير ولا الريع"، هكذا علق مجموعة من ساكنة طنجة على المبادرة، التي أعلن عنها يونس التازي والي جهة طنجة تطوان الحسيمة عامل عمالة طنجة أصيلة، حين أطلق يوم الخميس 26 يونيو، برنامج "طنجة ملاعب الخير" في أول تجربة من نوعها على الصعيد الوطني.
هذه المبادرة جاءت في وقتها، بعدما ظلت ملاعب القرب بمدينة طنجة، لسنوات طويلة تحت رحمة سوء التسيير والتدبير دون أن تتدخل أية جهة لإنهاء هذا الوضع رغم استنكار الجميع لطريقة استغلال عائدات هذه الملاعب، التي أنجزت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
و"هذه الوضعية لم تعد مقبولة في ثاني أكبر مدينة على صعيد المملكة"، يقول الوالي الجديد للجهة، خاصة مع ما تعرفه بلادنا من استعدادات لتنظيم استحقاقات رياضية دولية كبرى وبصفة خاصة كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030، والتي ستتشرف مدينة طنجة بالمشاركة في احتضانها.
ومن أجل ذلك، يضيف الوالي التازي في كلمته بمناسبة تقديم وإعطاء انطلاقة برنامج "طنجة، ملاعب الخير"، جاء هذا البرنامج استجابة لوضعية حالية لملاعب القرب، التي تعاني من "عدم حرفية التسيير ونقص في الشفافية في الاستفادة، وكذا من "وضعية جد متردية لبعض الملاعب بفعل نقص الاستثمار في الصيانة والتجديد رغم المداخيل المهمة التي تحققها".
وتم توقيع اتفاقية شراكة بين عمالة طنجة-أصيلة، الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، والفرع الإقليمي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية، تنص على وضع ملاعب القرب رهن إشارة هذا الأخير (الفرع الإقليمي للجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية)، قصد الاشراف على تسيير وتدبير مجموعة من ملاعب القرب الجديدة أو التي ستتم إعادة تهيئتها بتراب عمالة طنجة اصيلة، من خلال تنظيم عملية الاستفادة منها بواسطة التطبيقات الرقمية، مع ضمان فضاءات رياضية مؤهلة تمكن من تكوين وتدريب وتأهيل الشباب وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم في المجال الرياضي، وإعطاء الأولوية لتلاميذ الجمعيات الرياضية لمؤسسات التعليم العمومي بالمجان.
وسيمكن هذا البرنامج، حسب والي الجهة، من تعزيز تنظيم منافسات وتظاهرات رياضية من شأنها المساهمة في الاشعاع الرياضي لمدينة طنجة، إلى جانب إحداث مداخيل قارة للجمعيات الشريكة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والعاملة في مجال الرعاية الاجتماعية ومواكبة الأشخاص في وضعية هشة التي تقدم خدمات خيرية جليلة رغم صعوبات مالية كبيرة.
كما يهدف هذا البرنامج إلى تجويد وتنويع العرض الرياضي وتيسير ولوج الممارسين من مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية للبنيات التحتية الرياضية، وضمان الشفافية والحكامة الجيدة والتسيير المضبوط مع اعتماد تطبيق معلوماتي للحجز، وتوفير ظروف اشتغال ملائمة للعاملين بالملاعب تضمن حقوقهم، إضافة إلى إعطاء دفعة جديدة للرياضة المدرسية التي تعتبر الباب الأول للناشئين لاكتشاف مختلف الرياضات وأول مشتل حقيقي لأبطال المستقبل".
وسيشمل هذا البرنامج في مرحلته الاولى برسم سنة 2025 إحداث أو إعادة تهيئة 34 ملعبا رياضيا للقرب تغطي جل أحياء طنجة وأصيلة، من بينها ستة ملاعب مخصصة لممارسة رياضة البادل، و 22 ملعبا مخصصا لكرة القدم، وأربعة ملاعب لكرة السلة، إضافة الى ملعب واحد لكرة اليد وملعب واحد لكرة الطائرة.
وأشار الوالي التازي إلى أن التحدي الأكبر لإنجاح هذا الورش يتجلى في العمل على "تغليب مصلحة الوطن والمواطن على الحسابات الذاتية الضيقة لبعض الجهات بما يتوافق والقيم المغربية القحة من أصالة وشرف وحسن استقبال ومسارعة نبيلة لمبادرات الخير".