لا تزال تداعيات مقتل شابة تعيش حياة التشرد برفقة طفلها الرضيع البالغ من العمر ثلاثة أشهر تتوالى، حيث كشفت مصادر مقربة من ملف القضية أن الجاني ارتكب جريمته عن سبق إصرار وترصد، في حادثة هزت الرأي العام وأظهرت جوانب مظلمة من حياة المشردين بعمالة البرنوصي بالدار البيضاء.

علاقة معقدة وماضي مظلم

وفقاً لمصادر "أحداث أنفو"، كان المتهم على علاقة سابقة بالضحية قبل سجنه، حيث تنقل الشاب بين عدة دور اجتماعية قبل أن يدخل السجن، ليخرج ويجد أن صديقته على علاقة بشاب آخر.

 هذا التغيير في العلاقة حسب المصادر ذاتها، أثار غضب المتهم الذي حاول في وقت سابق قتل "غريمه" المشرد، والد الطفل، مرتين؛ الأولى بواسطة سكين كبير، والثانية بحجرة ضخمة، بعد أن رفضت الضحية الهروب معه وترك طفلها.

محاولات التهرب من المسؤولية

أوضحت مصادر الموقع أن المتهم حاول إنكار جريمته وإلصاق التهمة برفيق ثالث كان يرافق الضحية والمتهم، لكن يقظة رجال الشرطة في القسم الجنائي بالشرطة القضائية بالبرنوصي كشفت عن أدلة دامغة ضده، خاصة بعد أن لاحظوا آثار دماء على جسده. كما تم اعتقال المتهم أثناء محاولته شراء مخدرات بالترامواي من قبل عناصر شرطة درب السلطان، مما زاد من شكوكهم حول تورطه.

صراع وانتقام وسط حياة التشرد

كانت تعيش الشابة وطفلها في ظروف مأساوية بالقرب من سوق القدس بالبرنوصي، حيث كان الثلاثة يبيتون قرب متاجر السوق، في مشهد يعكس معاناة المشردين الذين يتعرضون للعنف والاضطهاد حتى من أقرب المقربين إليهم.

 في هذا الإطار، لم يكن المشرد والد الطفل، الذي سبق له تقديم شكاية ضد مشرد آخر يدعى بلال يتهمه بالاعتداء عليه، يدرك أن صديقه المقرب هو من كان يعتدي عليه فعليا لمرتين.

دعوة إلى تسليط الضوء على مشاكل التشرد والعنف

هذه القضية المؤلمة تفتح نافذة على واقع مأساوي يعاني منه العديد من المشردين، خاصة النساء والأطفال الرضع، الذين يعيشون في ظل ظروف قاسية تعج بالعنف والجريمة، حيث بات من الضروري أن تتضافر جهود المجتمع والسلطات لتوفير الحماية والدعم لهذه الفئات الضعيفة، والعمل على إيجاد حلول جذرية لمشكلة التشرد التي تؤدي إلى مثل هذه الحوادث، لأن مأساة هذه الشابة وطفلها الرضيع ليست مجرد حادثة فردية، بل هي صرخة من قلب مجتمع يعاني في صمت، تستدعي منا جميعا الوقوف بحزم لإنهاء دائرة العنف والتشرد التي تحاصر أبرياء كثيرين غالبيتهم نساء وقاصرين.

ويشار إلى أن سكان حي البرنوصي بمدينة الدار البيضاء، كانوا قد استيقظوا على  وقع  جريمة قتل مروعة أودت بحياة سيدة تعيش في وضعية التشرد ورضيعها.

ووفقا لمصادر محلية، فإن الأم الضحية أم لثلاث أطفال من بينهم الطفل الذي تم قتله بمعيتها، مبرزة أنها كانت على علاقة بنزيل سابق بخيرية البرنوصي تم القبض عليه ليلة الاثنين المنصرم من قبل المصالح الأمنية بدرب السلطان.

وأضافت أن عناصر الشرطة القضائية والفرقة الجنائية، بتنسيق مع مصالح الاستعلامات العامة، تمكنت من توقيف المشتبه فيه الرئيسي، وهو شاب في الواحدة والعشرين من عمره، سبق له الإقامة بخيرية البرنوصي، قبل أن يغادرها، ما جعله عرضة للتشرد والانحراف.

وأظهرت التحقيقات الأولية أن الجريمة وقعت إثر خلاف بين الطرفين، قد يكون سببه محاولة اعتداء جنسي أو نزاع مالي بسيط، تطور إلى اعتداء جسدي عنيف استُخدمت فيه أداة حادة أو حجر، مما أدى إلى وفاة الضحيتين بطريقة بشعة.

كما أكدت تسجيلات كاميرات المراقبة وشهادات السكان فقد شوهد المشتبه فيه برفقة الضحية حتى ساعات متأخرة من الليل، ما عزز الشكوك حول تورطه.