ونحن في أمريكا، طرح مشكل بسيط وصغير، والتقطناه جميعا لأنه ضروري الالتقاط، بغض النظر عن صغره وبساطته. 

أحد الحاضرين هنا، وهو يحمل اعتماد منافسة كأس العالم للأندية، ويحمل معها صفة مدير نشر أحد المواقع طرح سؤالا ولا أغرب على مدرب الوداد المكلوم بهزيمته الثانية برباعية أمام جوفنتوس.

صديقنا وزميلنا اقترح على مدرب الوداد أن يصبح جامعا للجماهير، أي كابو للألتراس، وسأله في الوقت ذاته إن كان ممكنا اقتناء بعض اللاعبين قبل المباراة الثالثة، المحسومة سلفا، أمام إماراتيي العين، لتفادي خسارة ثالثة لممثل المغرب في هذا المحفل الدولي الكبير. 

كثيرون استهزؤوا بأسئلة (زميلنا) المتعددة واعتبروها آخر دليل كانوا ينتظرونه على جنازة مهنة قتلوها وساروا في جنازتها وشبعوا لطما. 

العبد لله، لديه تصور آخر للأشياء: هذا الزميل ضروري. وهذا الزميل أساسي. وهذا الزميل هو مرآتنا التي نرى فيها نفسنا جميعا. 

ذات زمن آخر استدعانا طيب الذكر مصطفى الخلفي، وقد كان وزيرا للاتصال في حكومة طيب الذكر الآخر عبد الإله بنكيران، ذات سبت صباحا في الرباط، لتقديم كتاب، وصفوه بالأبيض، عن الصحافة الرقمية في المغرب. 

كنت جالسا في الخلف، كعادتي، ومر قربي الوزيران، وزير الاتصال ورئيس الحكومة، وسألتهما معا بعد انتهاء اللقاء عن عدد خرافي، أو هكذا بدا لي يومها، للمواقع في المغرب: أكثر من ثلاثمائة موقع. 

قلت ضاحكا: "لعلنا لا نتوفر على ثلاثمئة صحافي (معاليكم)".

لم يرغب أحد في الإنصات لي، كالعادة تقريبا، وعدت إلى الدار البيضاء، ذلك السبت وأنا أحاول إقناع نفسي أنني مخطئ، وأننا فعلا بهذا العدد أو يزيد. 

ذهب بنكيران إلى صالونه، وذهب صديقنا مصطفى إلى اهتماماته الوطنية التي أحترمها، وبقينا نحن عالقين في فخ الملاءمة العجيبة التي جعلت كل من هب من فراشه ودب على قدميه صحافيا، واليوم نحن في مأزق فعلي. 

أحدهم قال لي على سبيل تحريك السكين في الجرح "كيف ترضى أن تكون زميلا لمن طرح ذلك السؤال؟".

أجبته، ضاحكا كعادة كل الراضين بالقضاء خيره وشره: "اسأل الملاءمة وأهلها، واسأل من كان يومها في الحكومة، واسأل زملاءنا الذين انتفضوا حينها ضدنا، ووصفونا بكل الأوصاف، وانتصروا لعملية "بهدلة" القطاع. حاول أن تسألهم فقط، وبعدها، وكما العادة، سيكون لكل الحادث، حديث... بل وأحاديث".