في ظل النمو السكاني المتزايد بمدينة الدار البيضاء، تبرز أزمة نقص المقابر كإحدى التحديات الحضرية الملحة التي تواجهها المدينة، خاصة على مستوى المقاطعات التي تعرف نقصا كبيرا في البنيات التحتية على جميع المستويات.

في هذا الإطار، أبرز يوسف السميهرو، مستشار بمقاطعة سيدي مومن، أن المقابر الحالية على تراب المقاطعة مغلقة منذ أكثر من 20 عاماً، منها مقابر عشوائية ومقبرة سيدي مومن التي أصبحت مرتعاً لسلوكيات منحرفة وظروف بيئية غير ملائمة، مما يستدعي تدخل الجهات المسؤولة لتنظيفها وإعادة الاعتبار لها.

وأشار السميهرو، في لقاء مع موقع "أحداث أنفو"، إلى أن سكان سيدي مومن، مثل باقي سكان الدار البيضاء، يعتمدون حالياً على مقبرة الغفران الوحيدة المتبقية لاستقبال الجثامين، وهو ما يخلق صعوبات خاصة بعد الساعة الخامسة أو الخامسة والنصف مساءً، حيث يصبح الدفن شبه مستحيل، مما يضع الأهل في مأزق عند وقوع الوفاة في ساعات المساء.

 وطالب المستشار الجماعي، بضرورة مراعاة توقيت الدفن والمسافات التي يقطعها الناس للوصول إلى المقبرة، مؤكداً على أهمية فتح مقبرة سيدي حجاج في القريب العاجل، أو إنشاء مقابر جديدة في المدينة لتلبية الطلب المتزايد.

وتجسد هذه الأزمة الحاجة الملحة إلى تطوير البنية التحتية للمقابر في الدار البيضاء، بما يتناسب مع الكثافة السكانية الكبيرة، ويضمن كرامة الموتى وراحة ذويهم، وهو ما يتطلب تخطيطاً مدنياً متكاملاً وتعاوناً بين مختلف الجهات المعنية لضمان حلول مستدامة لهذه المعضلة.