على الرغم من أن صدور القانون المتعلق بالولوجيات، لتسهيل تنقل الأشخاص في وضعية إعاقة، يعود لسنة 2016، فإن غالبية الفضاءات العامة تعمق محنة ذوي الاحتياجات الخاصة في المغرب، لافتقادها لتلك الولوجيات، مما يحول دون تمتعهم بحقوقهم الأساسية في التنقل، التعليم، العمل، والمشاركة الاجتماعية، مما يستدعي ضرورة تفعيل القوانين ذات الصلة وتوفير بنية تحتية ملائمة تضمن لهم حياة كريمة ومستقلة.

في لقاء لها مع موقع "أحداث أنفو"، أشارت سميرة بختي، رئيسة المنظمة المغربية لحقوق النساء في وضعية إعاقة، إلى أن الولوجيات المعمارية تبدأ منذ الخروج من المنزل، حيث يواجه الأشخاص في وضعية إعاقة صعوبة كبيرة في التنقل بسبب غياب الممرات المخصصة على الأرصفة، مما يعرض حياتهم للخطر بين السيارات والدراجات والمركبات الأخرى.

وأضافت إلى أن أغلب المؤسسات التعليمية تفتقر إلى الولوجيات، مما يحرم هؤلاء الأشخاص من حقهم في التعليم والمشاركة السياسية عبر التصويت.

وأوضحت أن غياب الولوجيات يجعل ذوي الاحتياجات الخاصة معتمدين على مساعدة الآخرين في أبسط الأمور اليومية، مثل شراء الدواء أو التسوق، مما يزيد من تعرضهم لمخاطر السرقة أو الحوادث بسبب وضعيتهم.

من جانبه، يوضح سمير يوسف، مستشار بمقاطعة سيدي مومن، أن البنية التحتية في الدار البيضاء تفتقر بشكل كبير إلى مراعاة الولوجيات، خاصة في الشوارع والمرافق العامة، وهو ما يثير استياء المواطنين.

 وأكد اسميهرو، في تصريح لموقع "أحداث أنفو"، على ضرورة أن تأخذ الجهات المعنية هذه القضية بعين الاعتبار في مشاريع إعادة التهيئة والصيانة، لا سيما لصالح ذوي الإعاقة وكبار السن الذين يستخدمون الكراسي المتحركة.

 وأشار إلى أن المؤسسات العمومية تفتقد إلى الولوجيات، رغم أن وزارة التضامن والأسرة قد طرحت هذه القضية، إلا أن التفعيل على أرض الواقع لا يزال محدوداً، مما يحتم ضرورة العمل الجاد لتطبيق التوصيات وتحسين الظروف المعيشية والنفسية لذوي الإعاقة.

وتظهر أهمية توفير الولوجيات المعمارية في المغرب كحق أساسي يضمن حياة كريمة وآمنة لذوي الاحتياجات الخاصة، لهذا دعت بختي المنتخبين لتحمل مسؤوليتهم السياسية لتحقيق ذلك على أرض الواقع بعيداً عن الشعارات الرنانة، مبرزة أن غياب الولوجيات لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يؤثر أيضاً على الحالة النفسية والاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يشعرون بالإقصاء والتمييز، ويواجهون صعوبات في تحقيق استقلاليتهم والاندماج في المجتمع بشكل كامل، مما ينعكس سلباً على نوعية حياتهم ومستوى كرامتهم الإنسانية.