أكدت الصحافية الإسبانية كارمن تشامورو غارسيا، خلال مداخلتها في اللقاء الدولي حول "التكامل بين إعلام الجودة والتربية على الإعلام”، المنعقد بمدينة الداخلة يومي 20 و21 يونيو، أن المغرب بلد يتميز بغنى ثقافي وتعددية حضارية، لكنه لا يزال يعاني في الإعلام الغربي، وخاصة الإسباني، من تمثلات نمطية تفتقر للإنصاف والعمق.

وأبرزت تشامورو، المتحدثة باسم النادي الدولي للصحافة وممثلة جمعية المراسلين الأجانب بإسبانيا، أن التغطية الإعلامية للمغرب يجب أن تتجاوز الصور المختزلة، وأن تعطي هذا البلد حقه كفاعل إقليمي مؤثر، يشهد تحولات سياسية واجتماعية لافتة. وأضافت أن الجالية المغربية في إسبانيا، التي تعد الأكبر من حيث الحضور القانوني، تمثل عنصرا أساسيا في بناء جسور التفاهم والتبادل بين الضفتين، داعية إلى الاعتراف بدورها المحوري في النسيج المجتمعي الإسباني.

وانطلاقا من تجربتها في العمل الصحافي والدبلوماسي، شددت المتحدثة على أهمية تقديم رواية إعلامية تظهر المغرب كما هو، دون تهويل أو تجميل، معتبرة أن الإعلام النزيه يمكنه أن يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية، وتفكيك الصور المسبقة التي تكرّس المسافة بدل التقارب.

وفي السياق نفسه، رأت تشامورو أن الصحافة ليست مجرد قناة لنقل الأخبار، بل هي فاعل أساسي في بناء الحوار بين الثقافات، وتشكيل وعي جماعي منفتح ومتوازن. وأشارت إلى أن التمثيل المتحيز لبعض الثقافات في وسائل الإعلام يُغذي الأحكام المسبقة، بينما تتيح التغطية المسؤولة إبراز التعدد والاختلاف كقيمة إنسانية مشتركة.

كما حذرت من التحديات التي تهدد الصحافة اليوم، وعلى رأسها تسارع وتيرة النشر، وتراجع التحقق من المصادر، وانتشار الأخبار الكاذبة، إلى جانب تغوّل المنصات الرقمية الكبرى. واعتبرت أن الصحافي، في خضم هذه التغيرات، مطالب بالتمسك بأخلاقيات المهنة وبالمسؤولية في نقل الحقيقة.

وختمت الصحافية الإسبانية مداخلتها بالتأكيد على أهمية دعم التعاون بين الصحفيين في مختلف الدول، وتقوية المبادرات العابرة للحدود التي تراهن على الإعلام كرافعة للتفاهم والتقارب الثقافي، مضيفة: "الواقع الذي لا يروى، لا وجود له”