حذر الأستاذ مامادو ندايي، الباحث في معهد CESTI بجامعة شيخ أنتا جوب بداكار، من تنامي خطر التضليل المعلوماتي عبر الإنترنت، داعياً إلى تعزيز التربية على الإعلام والمعلومة كوسيلة فعالة لمواجهة هذا التحدي العالمي.
وفي مداخلة له ضمن أشغال اللقاء الدولي، أوضح ندايي أن انتشار الأخبار الزائفة أصبح أكثر سرعة واتساعا مع تنامي استخدام الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، محذرا من تحول هذه الوسائط الرقمية إلى طريق سيار للتضليل.
وأكد ندايي على أهمية تعميم التربية الإعلامية في المدارس والجامعات والمجتمع المدني، مشيرا إلى تجارب رائدة في هذا المجال، من بينها مبادرة Cartooning for Peace ودور منظمة Africa Check في تعزيز الوعي النقدي، كما تطرق إلى تجربة مركز كيبيك للتربية الإعلامية الذي يهدف إلى مساعدة المواطنين على التمييز بين المعلومة الصحيحة والزائفة.
كما نبه إلى خطورة الفجوة الرقمية والتعليمية بين الدول، مشيرا
إلى أن تفاوت مستويات الوعي الإعلامي وضعف الإمكانيات التعليمية والتشريعية يجعل بعض المجتمعات أكثر عرضة للتلاعب بالمعلومة.
وأوضح أن دراسة حديثة أعدها رواد مدارس الصحافة الفرنكوفونية لصالح المنظمة الدولية للفرنكوفونية كشفت عن غياب توازن في آليات مواجهة التضليل بين الدول، ما يستوجب تعاونا دوليا واستراتيجيات متقاطعة تجمع بين الإعلام والتعليم وصناعة القرار السياسي.
وأضاف أن مواجهة هذه الظاهرة لا تقتصر على الصحافيين فقط، بل تشمل أيضا الأساتذة والجمعيات والهيئات الحكومية والمؤسسات التربوية، مشددا على ضرورة تعزيز التكوين، تحسين أوضاع الصحافيين، والتمسك بالتدقيق في الأخبار كجزء من الدفاع عن الحقيقة في زمن تعج فيه الفضاءات الرقمية بالإشاعات والمعلومات المغلوطة.
وختم بدعوة ملحة إلى إشراك الشباب في هذا الورش، معتبرا أن تنمية الحس النقدي لديهم هو خط الدفاع الأول ضد التضليل الإعلامي الذي يتغذى من الفراغ المعرفي وضعف الثقة في المؤسسات.