أطلق رسميا اليوم في مقر اليونسكو بالرباط كتاب "مواد نحلم بها"، المخصص لصناعة النسيج والملابس والجلود في المغرب، صمم هذا العمل الوثائقي لدعم وتسليط الضوء على برنامج اليونسكو المعنون "التدريب الجيد من أجل التوظيف وريادة الأعمال في صناعة النسيج والملابس والجلود في المغرب".

يقدم هذا العمل الوثائقي، الغني بالرسوم التوضيحية، والمزود بـ 70 صورة فوتوغرافية أصلية، رؤية فريدة لأحد أكثر القطاعات حيوية في البلاد، يقود هذا المشروع مكتب اليونسكو للمغرب العربي، بدعم من مؤسسة الوليد للإنسانية، وبالتعاون مع وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولات الصغيرة والتشغيل والمهارات، بالإضافة إلى كتابة الدولة للصناعات التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

ويهدف إلى مواجهة التحديات المعاصرة المتعلقة بالاستدامة والابتكار والإدماج الاجتماعي في عصر يشهد تغيرات متسارعة - من رقمنة، وتحول بيئي، وتوقعات سوقية متغيرة، وصعود موضة الأزياء السريعة - يوضح كتاب "Matières à rêver" كيف يعيد الحرفيون والمتدربون والمصنعون المغاربة ابتكار ممارساتهم بمرونة وخبرة والتزام.

يسلط الكتاب الضوء على قطاع، على الرغم من تجذره العميق في التقاليد العريقة، يرسخ مكانته كمساحة للابتكار والإبداع والفرص الجديدة.

في مقدمته، يؤكد إريك فالت، المدير الإقليمي لليونسكو في منطقة المغرب العربي، قائلا: "مشروعنا جزء من رؤية للتنمية المستدامة، حيث لا تعتبر الحرف التقليدية من بقايا الماضي، بل وعدا للمستقبل".

كما يؤكد على الهدف الأساسي للبرنامج: الحفاظ على التقنيات القديمة مع تكييفها مع المتطلبات المعاصرة - الجودة، والتتبع، والابتكار، والوصول إلى الأسواق، والمساواة - من أجل الحفاظ على تقاليد المغرب العريقة، مع خلق فرص اقتصادية جديدة، لا سيما للنساء.

يعد مشروع التدريب جزءا من نموذج التنمية الجديد في المغرب، محاكيا استراتيجية اليونسكو العالمية للتعليم والتدريب التقني والمهني. ويستند إلى قناعة راسخة بأن تحول القطاع لا يمكن أن يكون مستداما وشاملا دون رافعة أساسية: المهارات.

يتتبع هذا الكتاب المعالم الرئيسية لهذه المبادرة، مانحا صوتا لأولئك الذين يجسدون إحياء هذا القطاع. يشارك الحرفيون والمدربون والمتدربون والمصممون والمهندسون قصصهم وتحدياتهم وتطلعاتهم.

من خلال سرد حيوي ورسوم توضيحية مُنسقة بعناية، يجسد كتاب "Matières à rêver" هذه الديناميكية في حركتها، ويدعو الزوار لاكتشاف عالم غني بالقصص الإنسانية والخبرة والإبداع.

يضفي الكتاب، المزين بصور فوتوغرافية فاخرة للمصور الصحفي الفرنسي الفيتنامي لام دوك هين، عمقا فريدا على الموضوع. من خلال عينه الحساسة والوثائقية، التقط المصور إيماءات ومواد ووجوها تجسد حيوية صناعة النسيج، وهي مزيج من التراث الحي والابتكار. يكشف عمله عن الروابط الدقيقة بين الثقافة والهوية ونقلها، ويأخذ القارئ في رحلة بصرية غامرة عند تقاطع المعرفة والأقاليم.

جمع حفل الإطلاق ممثلين عن الوزارات الشريكة، وأعضاء من مؤسسات التدريب (مكتب التكوين المهني والتشغيل، والمعهد الأوروبي لعلوم الصحة والتكنولوجيا، وأكاديمية كازا مودا)، والاتحادات والمجموعات المهنية (المعهد المغربي لعلوم الصحة والتكنولوجيا، والمركز الدولي لعلوم الصحة)، والمستفيدين من المشروع، بالإضافة إلى ممثلين عن مؤسسة الوليد للإنسانية (عبر الإنترنت) وشركائها.