بعدما عرفت أسعار اللحوم الحمراء تراجعا ملحوظا عقب قرار جلالة الملك محمد السادس بإلغاء ذبح أضحية العيد لهذه السنة، نظرا لتوالي سنوات الجفاف ولإعادة تشكيل قطيع الماشية الذي تأثر بسبب الجفاف، عادت الأسعار إلى الارتفاع من جديد، خاصة أسعار لحوم الأغنام، متأثرة بالإقبال الكبير على شرائه بعدد من المناطق.
وإذا كانت أسعار لحوم البقر تتراوح في المتوسط بين 75 و100 درهم، فإن أسعار لحوم الغنم سجلت ارتفاعا واضحا متجاوزة سقف 100 درهم، لتصل في أحياء عديدة وفي الأسواق الكبرى إلى 130 درهما في ظرف أسبوعين فقط نتيجة الإقبال المرتفع الذي يصطدم بالعرض المنخفض، وهي أثمنة أصبحت فوق القدرة الشرائية للمستهلك البسيط.
ومن المتوقع، حسب مهنيي القطاع أن يستمر هذا الارتفاع في الأيام المقبلة، خاصة مع اقتراب احتفالات عيد الأضحى، رغم أن المجازر الحضرية ومحلات الجزارة ستظل مفتوحة خلال أيام العيد، حيث ساهم الإقبال الكبير للمواطنين في خلق هذه الأزمة بسلوك استهلاكي متناقض، فخوف بعض المواطنين من احتمال إغلاق المجازر الحضرية دفع العديد من الجزارين إلى التسريع في عمليات الذبح، كما أن بعض المواطنين أقدموا على ذبح الأضاحي قبل يوم العيد، ما أدى إلى اضطراب في السوق وأسهم في رفع الأسعار.
وقد أعرب العديد من المواطنين عن استيائهم من استمرار ارتفاع أسعار اللحوم، التي تشكل عنصرا أساسيا في موائدهم، إلى جانب لحوم الدواجن والأسماك، مؤكدين أن ذلك أثر سلبا على قدرتهم الشرائية، في حين عبر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن تخوفهم من استمرار ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، مطالبين الوزارة الوصية على القطاع بالتدخل لإيجاد حلول مناسبة تمكن المواطن البسيط من اقتناء ما يلزمه من اللحوم الحمراء بأثمنة منخفضة.
وشهدت أسعار الأغنام بدورها بزيادة بنحو 1000 درهم للرأس الواحد، فبعدما عرفت انخفاضا ملموسا عقب القرار الملكي، عادت الأسعار إلى الارتفاع في جميع الأسواق الأسبوعية، بسبب زيادة الطلب.