كتب أحدهم تعليقا مليئا بالتحريض والكراهية، حين وصف نساء صحراويات شريفات يمثلن جزء الحركة النسائية "بالنكور والخبث والخيانة" لمجرد اختلافهن في الرأي هو عمل جبان ومخز، طبعا نقول جزء لإيماننا الراسخ بحقهن في اختيار انتمائهن السياسي والإيديولوجي.
في هذا الصدد لن الفرصة، بأن أنبه صاحب التعليق إياه إلى كون بذاءة الكلمات لن تنال من شرف حرائر الصحراء، ومحاولة تشويه سمعة نساء صحراويات يدافعن عن رؤية سياسية غير التي تراها من أبناء وبنات جلدتنا بهذه الأوصاف البذيئة لا تزيدنا إلا قناعة بأن الحقائق تزعج أصحاب الأجندات المحدودة، ولم تعلم يا هذا أن الشرف الذي تدعي الدفاع عنه لا يقاس بالانتماء إلى فصيل أو آخر، بل بمبادئ الحق والعدل والسلام.
كما ينبغي أن تعلم أن ادعاء تمثيل "الشعب الصحراوي" لا يخول لك ولأمثالك من الآلات المبرمجة استخدام قاموس الكراهية لتصفية حسابات تلتحف ثوب السياسية، فما تسميه الشعب الصحراوي أكبر وأسمى من أن يختزل في آراء متعصبة تطلق الاتهامات جزافا.
فعلا، هي حقيقة ثابتة أن هناك فرق في الابتسامة، فابتسامة الواثق من مبادئه، الذي يسعى للسلام والوحدة، تختلف عن ابتسامة من يقتات على خطاب التحريض والكراهية، كما أن الثقة بالنفس الحقيقية تنبع من خدمة الأوطان لا من إهانة الشرفاء.
كما لا يفوتني ألفت انتباهك إلى، أن اللغة التي استخدمت في تعليقك البئيس هي لغة حقد وتعصب، لن تبني بها وأمثالك من الثورجيين أوطانا أو تحرر بها شعوبا، وإنما تغذي الفتنة وتعمق الانقسامات، خدمة لأولياء نعمتك في السيكتور.
ولتعلم أن التاريخ لا يمحو من صفحاته السوداء، قصص تشويه سمعة خيرة أبناء وبنات جلدتك في موقع "الصمود"، وصفحة "عيشتو رمضان" الفيسبوكية، فالشرفاء سيظلون كذلك، وستبقى شريفات وحرائر صحراويون من أجل السلام مثالا للصمود والعزة، بابتسامتهن وثقتهن التي لن تهزها ريح الأباطيل وأكذوبة أنكم وحدكم تمتلكون أحقية تمثيل الصحراويين.
ختاما أدعوك وأمثالك من بقايا الثورجية إلى الاستماع بإمعان في عمق كلمات أغنية الفنانة العربية كارول السماحة تحمل عنوان "تشي غيفارا"، وخاصة المقطع الذي تقول فيه:
خلصت أيام الثورة/ و لي كانوا ثائرين/ شي منهم صارو حكام/ وشي محكومين
فمن يدري ربما تفهم من خلالها، كيف أنكم لن تغيروا شيئا من ثنائية الحاكم والمحكوم الأبدية، وما ترددونه على مسامع الصحراويين من أباطيل مجرد وهم وسراب لن يتحقق.