في إطار زيارتها الميدانية إلى جهة درعة تافيلالت، التي انطلقت في 19 ماي ص وتستمر إلى غاية 21 مايص، ترأست فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، عددا من المحطات المهمة بكل من ورزازات وقلعة مكونة، تمحورت حول التنمية الحضرية والقروية المندمجة ومحاربة الفوارق المجالية، وذلك تنزيلاً للتوجيهات الملكية السامية.

وقد تميز اليوم الثاني من هذه الجولة بثلاث محطات رئيسية: تتبع تقدم برنامج "دعم سكن" بمدينة ورزازات، وإعطاء انطلاقة أشغال تهيئة الطريق المؤدية إلى القطب الحضري زاوية سيدي عثمان بجماعة ترميكت، وكذا توقيع اتفاقية بمدينة قلعة مكونة تخص برنامجاً لتأهيل مراكز 21 جماعة قروية بإقليم تنغير.

وبهذه المناسبة، صرحت فاطمة الزهراء المنصوري قائلة: "إنها محطة ميدانية بطابع خاص، تحمل في جوهرها روح الإنصات، والعمل الملموس، والانخراط في قضايا التراب المحلي"، مضيفة: "هذه المشاريع تجسد رؤية شمولية تجعل من كل مجال ترابي فضاءً للحياة الكريمة والتنمية المستدامة والأمل في مستقبل أفضل"

كما زارت الوزيرة ورش بناء مشروع "سكن النور" بجماعة ترميكت، رفقة السيد عامل الإقليم، و ذلك للاطلاع على تقدم الشغال بهذا المشروع النموذجي المرتبط ببرنامج الدعم المباشر للسكن. المشروع، الذي تشرف عليه مجموعة العمران درعة تافيلالت، يضم 32 شقة سكنية بمساحة متوسطة 70 متر مربع، صُممت خصيصاً لتلبية حاجيات الأسر المحلية..

و الجدير بالذكر، أنه على مستوى الجهة، يطمح هذا البرنامج الذي تشرف عليه مجموعة العمران، الذراع التنفيذي للدولة، إلى إنجاز 1121 وحدة سكنية، منها 117 وحدة قيد الإنجاز، و322 وحدة مبرمجة للتسليم قبل يونيو 2025، و446 وحدة لسنة 2026، و162 وحدة سنة 2027.

وبدورها أكدت الوزيرة أن "برنامج الدعم المباشر للسكن هو ناجح بالفعل و أثره بدأ يلمس على الصعيد الوطني بما فيه جهة درعة تافيلالت. كما ان هذه المشاريع الجديدة ستمنح دفعة قوية لتجسيد العدالة المجالية وتيسير الولوج إلى الملكية بالنسبة للأسر ذات الدخل المحدود والطبقة المتوسطة". كما أشارت الى أنه تم تسجيل 916 طلباً، منها 800 طلب مؤهل للاستفادة، ما يجعل الجهة في المرتبة التاسعة وطنياً. ومن بين هذه الطلبات، استفادت أكثر من 320 أسرة من الدعم المباشر للدولة بقيمة إجمالية تجاوزت 17.89 مليون درهم، فيما بلغت القيمة العقارية للمشاريع أزيد من 76 مليون درهم.

وفي نفس اليوم، أشرفت الوزيرة رفقة السيد عامل الإقليم، على إعطاء انطلاقة أشغال تهيئة الطريق الإقليمية رقم 1516، التي تعتبر المدخل الرئيسي للقطب الحضري زاوية سيدي عثمان بجماعة ترميكت. هذا المشروع، الذي تشرف عليه مجموعة العمران درعة تافيلالت، رصد له غلاف مالي يناهز 30 مليون درهم، ممولة من طرف العمران. ويتضمن المشروع تهيئة طريق بطول 2.5 كلم وبعرض 20 متراً، إضافة إلى الأرصفة، وتقاطعات الطرق، والإنارة العمومية العصرية، وكذا المناطق الخضراء.

وفي تصريحها بهذه المناسبة، أكدت السيدة فاطمة الزهراء المنصوري أن "هذا الورش سيعطي دفعة قوية لهذا القطب الحضري الذي يحتاج إلى إعادة تموقعه و الذي سيساهم في تحسين التنقل، وخلق فرص و فضاءات جديدة للسكن، وتشجيع الاستثمار المحلي في بيئة حضرية تضمن العيش الكريم ذو جودة للمواطنات و المواطنين".

بالنسبة للمحطة الثالثة لهذه الزيارة الجهوية فقد همت إقليم تنغير، حيث ترأست السيدة الوزيرة من مدينة قلعة مكونة، حفل توقيع اتفاقية إطار لتأهيل مراكز 21 جماعة ترابية بالإقليم . الاتفاقية تندرج ضمن برنامج جديد يروم تهيئة المحاور الرئيسية لمراكز الجماعات القروية خلال الفترة 2025-2026، بميزانية إجمالية تبلغ 160.58 مليون درهم، منها 80.58 مليون درهم ممولة من طرف الوزارة، و80 مليون درهم من طرف وزارة الداخلية عبر المديرية العامة للجماعات الترابية.

ويهدف هذا البرنامج إلى إحداث تحول ايجابي في الحياة اليومية للسكان عبر تدخلات مهيكلة تشمل إعادة تأهيل الطرق، وتحديث شبكة الإنارة العمومية (خاصة الطاقة الشمسية)، وإحداث ساحات عمومية ومناطق خضراء وملاعب للقرب.

وفي هذا السياق، أكدت السيدة الوزيرة قائلة أن "ما نطلقه هنا، بإقليم تنغير، هو دينامية مجالية جديدة، لأن العالم القروي يستحق نفس معايير الجودة التي يتمتع بها الوسط الحضري"، مضيفة: "نحن نصغي دائماً للواقع المحلي، والنتائج شاهدة على ذلك. وسنواصل العمل بنفس السرعة والشفافية والقرب. كما نؤكد بهذه المناسبة رؤيتنا حول مغرب يستثمر في العنصر البشري عبر تعزيز مقاربة القرب، وليس فقط في البنيات التحتية".

وفي الختام، تؤكد هذه الزيارة استراتيجية التنمية المندمجة والشاملة التي تعتمدها الوزارة، والرامية إلى جعل كل مجال ترابي فضاء للعدالة الاجتماعية، والكرامة، والمشاركة الكاملة في التنمية الوطنية، وذلك انسجاماً مع التوجهات الكبرى للنموذج التنموي الجديد.