قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أن المغرب كان حريصا تحت القيادة الملكية على الاشتغال بهدوء وفي صمت من أجل تقريب وجهات النظر وتعزيز فرص السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ عهد الراحل الملك الحسن الثاني، وصولا لعهد جلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس.
واستحضر بوريطة في كلمته خلال افتتاح الاجتماع الخامس للتحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين، الذي ينظمه المغرب بشراكة مع هولندا، اليوم الثلاثاء بالرباط، تحت شعار "استدامة الزخم لعملية السلام: الدروس المستفادة، قصص النجاح، والخطوات القادمة"، المحددات التي وضعها جلالة الملك محمد السادس للخروج من المأزق الحالي، والمتمثلة في الوقف الفوري للعمليات العسكرية، كأولوية إنسانية وسياسية؛ والتصدي للاعتداءات في الضفة الغربية، بما في ذلك الهدم والترحيل القسري ، وتأمين المساعدات الإنسانية، دون عراقيل أو شروط؛ ودعم وكالة الأونروا لتواصل دورها الإنساني؛ وإطلاق خطة متكاملة لإعادة الإعمار تحت غطاء مقررات قمة القاهرة الأخيرة وتحت إشراف السلطة الفلسطينية وبمتابعة عربية ودولية.
وأوضح بوريطة، أن مقاربة التحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية، أولها استحضار اتفاقيات السلام السابقة التي تثبت أن السلام أفق قابل للتحقيق متى توفرت الإرادة، بينما يتمثل المحور الثاني في تعزيز الدعم للسلطة الوطنية الفلسطينية وتعزيز قدراتها ومكانتها، بينما يهم المحور الثالث ترسيخ البعد الاقتصادي في عملية السلام، مؤكدا أن وكالة بيت مال القدس يمكن أن تضطلع بدور محوري في دعم الاقتصاد الوطني الفلسطيني.
واعتبر بوريطة أن الدعم الاقتصادي لا يمكنه أن يشكل بديلا عن الحل السياسي، مؤكدا أن التحالف الدولي من أجل تنفيذ حل الدولتين، مؤهل في هذا المنعطف التاريخي ليكون من المبادرات الواعدة القادرة على ضخ نفس جديد في جهود السلام.