أشاد عدد من السفراء وممثلي منظمات دولية بالمقاربة الاستباقية التي يعتمدها المغرب، وبالتجربة التي راكمتها مصالحه في ‏مجال تعزيز الأمن الداخلي، وذلك خلال زيارتهم، يوم السبت، للدورة السادسة من أيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن ‏الوطني، بالجديدة‎.‎

وذكر بلاغ للمؤسسة الدبلوماسية، التي نظمت هذه الزيارة، أن هؤلاء الدبلوماسيين الـ 24، الذين استقبلهم المدير العام للأمن ‏الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، نوهوا بالتطور الإيجابي الذي تشهده أجهزة الأمن بالمغرب، وبما بلغته من ‏مستوى عال من المهنية والابتكار‎.‎

وتعكس تركيبة الوفد الدبلوماسي تنوعا جغرافيا لافتا، حيث ضم ممثلين عن مختلف القارات، من بينهم سفراء كل من اليابان، ‏والصين، والهند، وكندا، والشيلي، وأستراليا، والدنمارك، وموريتانيا، ومالي، وغانا، وكينيا، ورواندا، ورئيس البعثة الجنوب ‏إفريقية، فضلا عن ممثلين للمصالح الأمنية بالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، وهي بلدان يكتسي التعاون الأمني مع ‏المغرب أهمية خاصة بالنسبة لها‎.‎

وتبرز هذه الزيارة، التي قام بها دبلوماسيون يمثلون مختلف القارات، الاهتمام المتزايد الذي يوليه الشركاء الأجانب للنموذج ‏المغربي في الحكامة الأمنية، وللجهود المبذولة من أجل أمن في خدمة المواطنين والقيم الكونية‎.‎

كما يؤكد حضور ممثلين عن منظمات أممية إلى جانب هؤلاء الدبلوماسيين، البعد متعدد الأطراف الذي يميز الشراكات التي ‏تربط المملكة في المجال الأمني‎.‎

وخلال هذه الزيارة، أتيحت للسفراء فرصة تبادل الرؤى مع عدد من كبار المسؤولين في المديرية العامة للأمن الوطني، ما ‏شكل مناسبة لمناقشة آفاق تعزيز التعاون الأمني الثنائي والإقليمي، والقضايا المرتبطة بمكافحة التهديدات العابرة للحدود، وسبل نقل ‏الخبرات والتكوين، في إطار دينامية للتعاون جنوب-جنوب‎.‎

ومن بين اللقاءات التي استأثرت باهتمام خاص لدى السفراء الأجانب، تلك التي جمعتهم بعناصر القوات الخاصة التابعة ‏للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، والتي أتاحت لهم فرصة الاطلاع عن كثب على تقنيات التدخل التي تعتمدها نخبة مكافحة ‏الإرهاب، وكذا التطرق لموضوع الطائرات المسيرة الذكية التي تستخدم، على الخصوص، في الإدارة الأمنية للأحداث الرياضية ‏الكبرى، التي تحظى باهتمام خاص في أفق المنافسات الدولية التي تستعد المملكة لاحتضانها، من قبيل كأس الأمم الإفريقية 2025 ‏وكأس العالم 2030‏‎.‎

وسلطت النقاشات حول الشرطة التقنية والعلمية الضوء على التقدم المحرز في مجال التحقيق الإجرامي. ومكنت زيارة الفضاء ‏المتحفي الشاهد على ستة عقود من تاريخ الأمن الوطني الضيوف الأجانب من التعرف أكثر على التطور المؤسساتي والتكنولوجي ‏للشرطة المغربية‎.‎

كما أبان تقديم سيارة الدورية الذكية "أمان"، المجهزة بأنظمة التعرف على الوجه والقراءة الآلية للوحات الترقيم والذكاء ‏الاصطناعي، وهي عبارة عن آلية تم تطويرها محليا على هيكل ياباني، عن انخراط المغرب من أجل الابتكار في المجال الأمني ‏وتحقيق الاستقلالية التكنولوجية‎.‎

وذكرت المؤسسة الدبلوماسية أن سفيرة رواندا بالمغرب، السيدة شاكيلا أوموتوني، صرحت أن "هذا اللقاء مع السلطات ‏المغربية زاد من رغبتنا في مد جسور ملموسة في مجال التكوين وتبادل الخبرات الأمنية‎".‎

من جانبه، يضيف المصدر ذاته، أشاد السفير الصيني، السيد لي شانغلين، بهذه المبادلات التي مكنته من الاطلاع عن كثب ‏على التطور الإيجابي للأجهزة الأمنية بالمغرب، لاسيما في مجالات تحديث المعدات، وتكوين المتخصصين وتوسيع مجالات التدخل، ‏مؤكدا أن ضمان أمن البلاد وساكنتها يعتبر واجبا أساسيا تضطلع به المديرية العامة للأمن الوطني، ومعربا عن متمنياته بالتوفيق لهذه ‏الأخيرة في مواصلة أداء مهمتها‎.‎

وبدوره، أبرز سفير جمهورية الكونغو الديمقراطية، السيد هنري مانغايا، أن ما قام باكتشافه بالجديدة يشهد على مستوى عال ‏من المهنية والابتكار‎.‎

واعتبر أن المغرب يعد شريكا استراتيجيا في مجال الأمن الإقليمي، مضيفا أن هذه الزيارة رسخت قناعته إزاء متانة العلاقات ‏جنوب - جنوب وكذا الدور المحوري الذي تلعبه المملكة في تطوير القدرات الأمنية على مستوى القارة الإفريقية‎.‎

وأشار سفير الشيلي، السيد ألبرتو رودريغيز، من جهته، إلى أن اكتشاف منظومة الأمن الوطني بالمغرب مكنه من التعرف ‏أكثر على جهود المملكة المغربية في مجال مكافحة الإجرام، منوها بالتقدم المحرز، والذي تم تسليط الضوء عليه من خلال نقاشات مع ‏عدد من الخبراء وتقديم معدات متخصصة‎.‎

يذكر أن فعاليات الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، المنظمة بمركز المعارض محمد ‏السادس بالجديدة، تتواصل إلى غاية 21 ماي الجاري تحت شعار "فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد"، وذلك بالتزامن مع ‏تخليد الذكرى الـ 69 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني.‏