موضوع الجنس ما زال من المواضيع الحساسة والمحرّمة في المجتمع المغربي. والكثير من الناس لا يتكلمون عنه أو يشعرون بالخجل إذا ذُكر. ولكن في الواقع هناك فرق كبير بين ما يقال في العلن وما يحدث فعلاً في الخفاء. هذا الفرق يخلق عقدة نفسية عند كثير من المغاربة.

الجنس قبل الزواج: النفاق الاجتماعي والواقع المعاش

في الدين، يُسمح بالعلاقات الجنسية فقط داخل الزواج وخارج الزواج تعتبر حرامًا. ولكن في الواقع كثير من الشباب يفعلون شيئا ويقولون عكسه حيث يعيشون علاقات جنسية سرًّا لأن المجتمع لا يسمح بذلك علنًا. وهذا يخلق نفاقًا اجتماعيا.

النساء، خاصة يعانين من ضغط كبير لأن المجتمع يطلب منهن الحفاظ على العذرية حتى الزواج لأن ذلك مرتبط بـ"شرف العائلة"  وهذا يجعل الفتاة تخاف من الحديث عن جسدها أو حتى من طرح أسئلة عن الجنس.

غياب التربية الجنسية: مصدر سوء الفهم والمعاناة

لا توجد تربية جنسية في المدارس ولا يتحدث الآباء مع أبنائهم عن هذه الأمور. والنتيجة أن الشباب يتعلمون  الجنس من الإنترنت أو من الأصدقاء وغالبًا ما تكون هذه المعلومات خاطئة. وهذا يؤدي إلى مشاكل في الفهم والعلاقات الجنسية وحتى في الصحة النفسية.

الأجيال الجديدة تواجه التغيير التدريجي

رغم كل هذه الصعوبات هناك بعض التغيير حيث مع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بدأ بعض الناس يتحدثون عن هذه المواضيع بشجاعة وهناك وبودكاستات وصفحات على إنستغرام ويوتيوب تحاول أن تقدم معلومات مفيدة وبأسلوب محترم.

الخلاصة هي أن الحديث عن الجنس لا يعني قلة الأخلاق، بل هو خطوة نحو فهم أنفسنا، وبناء علاقات صحية وسليمة. إذا أردنا مجتمعًا ناضجًا، علينا أن نكسر هذا الصمت ونتحدث بصدق واحترام.

 

طبيب ومحلل نفساني