أكد المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف على "ضرورة اتخاذ موقف حازم ضد كل من يحاول زعزعة أمن واستقرار المملكة، سواء تحت ستار الانفصال أو عبر أشكال الإرهاب الفكري أو الميداني.

وأضاف المرصد في بيان له بمناسبة ذكرى 16 ماي المأساوية, أن "الاستغلال السياسي لخطاب الانفصال بهدف تغذية الفكر المتطرف ليس إلا محاولة خبيثة لتقويض السلم الاجتماعي وتحويل المنطقة إلى بؤرة للعنف والتطرف", مؤكدا رفعه هذه السنة شعار "حان الوقت لتصنيف البوليساريو منظمة تصنع التطرف: الإرهاب تحت مظلة الانفصال".

وأدان المرصد "الانتهاكات الجسيمة التي تُرتكب في مخيمات تندوف", مشيرا الى "استغلال الأطفال بشكل منهجي في أنشطة دعائية وعسكرية تتنافى مع حقوق الطفل ومعايير القانون الدولي", واعتبر أن "توظيف الأطفال في هذه المخيمات إحدى أخطر الممارسات التي تسهم في تأجيج الصراع المفتعل، إذ يتعرضون لعمليات تلقين مكثفة تُغذي فكر الكراهية والعنف ضد المغرب، حيث يتم تلقينهم مفاهيم متطرفة ترتكز على العداء وإقصاء الآخر".

واعتبر المرصد أن "هذه التربية الممنهجة لا تساهم فقط في خلق جيل يحمل أفكارًا عدائية، بل تشكل استثمارًا في الكراهية يهدد بتفريخ جيل متطرف يشكل قنبلة موقوتة تهدد أمن واستقرار المنطقة, مضيفا أن "هذه الانتهاكات تتجاوز حدود التربية على الكراهية لتشمل تجنيد الأطفال في ميليشيات البوليساريو، حيث يتم تدريبهم على استخدام السلاح والمشاركة في الأعمال العسكرية. هذا الاستغلال القسري يحولهم إلى ضحايا للعنف الجسدي والنفسي ويجعلهم أدوات في الصراع المفتعل، في انتهاك صارخ للمعاهدات الدولية التي تحمي حقوق الطفل."

وأكد المرصد أن "خطر البوليساريو لا يقف عند هذا الحد، بل يمتد إلى تورط بعض أعضائها في التعاون مع تنظيم داعش في دول جنوب الصحراء والحركات الإرهابية المتطرفة", مشيرا أن تقارير دولية موثوقة إلى تقديم دعم لوجستي وتسهيل تحركات العناصر الإرهابية عبر الحدود، مما يجعل من المخيمات بؤرًا محتملة لتفريخ المتطرفين وتشكيل تهديد أمني للمنطقة بأسرها", كما أضاف أن "هذا التنسيق الخطير بين الانفصال والإرهاب يقتضي من المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه هذه الممارسات المهددة للاستقرار الإقليمي."

وفي هذا الاطار, دعا المرصد إلى "مضاعفة الجهود لتعزيز المناعة الفكرية والثقافية للشباب، وتشجيع المبادرات التي تزرع الأمل والانفتاح على المستقبل، حمايةً للوطن وضمانًا لأمنه واستقراره", ودعا المجتمع الدولي الى "التدخل العاجل للضغط على البوليساريو لإنهاء هذه الممارسات غير الإنسانية التي لا تهدد فقط استقرار المنطقة، بل تفتح الباب أمام مزيد من التطرف والإرهاب".

من جهة أخرى, ثمن المرصد المغربي، التجربة المغربية الأمنية الرائدة في إحباط المخططات الإرهابية", مشيرا أن "المملكة أضحت نموذجًا يحتذى في تعزيز الأمن والاستقرار، بفضل المقاربة الاستباقية واليقظة الدائمة للأجهزة الأمنية التي جنبت الوطن كوارث محققة", مؤكدا أن "هذا النموذج يعكس نجاح المملكة في بناء استراتيجية أمنية متكاملة تستند إلى مقاربة شمولية تربط بين البعدين الأمني والفكري، وتراهن على التعاون الإقليمي والدولي في محاربة الإرهاب".

وشدد المرصد  على "أهمية التعبئة المجتمعية ضد التطرف"’ كما دعا كافة المؤسسات العمومية والمجتمع المدني لتحمل مسؤولياتهم كاملة في حماية الشباب والمواطنين، وخاصة الأطفال، من كل القيم السلبية التي تغذي العنف. كما شدد على ضرورة العمل على تصريف منظومة قيم تتأسس على خطاب الاعتدال والتسامح والتعايش، انطلاقًا من كون التعبئة المجتمعية ضد التطرف هي صمام الأمان الذي يحصن المجتمع من تناسل الفكر الظلامي.

وأكد المرصد على ضرورة إشراك مختلف الفاعلين في المجتمع من مؤسسات تربوية، وإعلامية، وثقافية، وجمعيات المجتمع المدني، لتعزيز ثقافة الحوار والانفتاح واحترام التنوع، والعمل على ترسيخ قيم المواطنة والسلم الاجتماعي، باعتبارها أساسًا لمجتمع قوي ومتماسك في وجه كافة أشكال العنف والتطرف.