الخبرة التي راكمها مهرجان مكناس للدراما الوطنية، ارتفعت به من منصة خاصة لتتويج وتقييم الاعمال الدرامية والكوميدية المتنافسة حول الجوائز، إلى أرضية مبادرات وقوة اقتراحية تفسح المجال للفاعلين في الدراما الوطنية لتبادل الأفكار وتقديم تصورهم الشامل لأساليب تجويد العمل الفني التلفزيوني بصفة عامة.
الأنشطة الموازية للمهرجان كشفت عن الدور الاجتماعي والإنساني للمهرجان من خلال الزيارة التي تحولت إلى قاعدة ثابتة، إلى المؤسسات السجنية للمدينة. اللقاء الذي جمع الفنانين المشاركين في المهرجان بإدارة مؤسسة إعادة السجناء بمكناس، أعطت بادرة جميلة للغاية، قادها الممثل المسرحي والتلفزيوني والسينمائي عبد الله شكيري، الذي خصص يوما كاملا لتنظيم ورشة في مبادئ المسرح بالنسبة لسجناء إحدى المؤسسات في المدينة. لاقت المبادرة ترحيبا وانخراطا كبيرين من طرف إدارة المهرجان والسجناء أيضا.
الممثل والفنان عبد الله ديدان تميز أيضا في اللقاء المفتوح الذي نظمته إدارة المهرجان في صبيحة اليوم ماقبل الأخير للمهرجان، حين تعملق في وصف حالات الممثل المتعددة، انطلاقا من مشاركته في الأعمال الدرامية الأخيرة التي عرضت على المشاهد المغربي، خلال البرمجة الرمضانية الأخيرة. بمنطق العارف، أسهب عبد الله ديدان في تفسير الأليات التي على الممثل أن يستحضرها عند تقديمه لشخصيات مختلفة في أعمال مختلفة. بتلقائيته المعهودة، قال ديدان أن التواصل مع المشاهد يتم من خلال نسج شخصيات تأثر فيه وتتأثر بواقعه، لتعطي لمفهوم الفرجة أبعادا أكثر واقعية.
وشكل حضور المنتج خالد النقري الوازن خلال الماستر كلاس الذي افتتح الأنشطة الموازية لمهرجان مراكش للدراما التلفزية، حدثا خاص على اعتبار التجربة الوازنة التي راكمها على مدى سنوات في تصدر مشهد الإنتاج الوطني الدرامي والكوميدي، وأيضا للدور الفعال الذي يضطلع به في إدارة الإنتاج. أثار النقري نقط عديدة لتوضيح الدور الأساسي والحاسم لإدارة الإنتاج في تجويد العمل الفني عموما، مبرزا أن نقطة الانطلاق نحو نجاح أي عمل تكمن بالضرورة في توفرها على رؤية فنية خاصة، تصبح الموجه الأول لكل مكونات العمل لكن طبعا دون تدخل مباشرة في عمل سيناريست أو المخرج أو الممثل.