باقتراح من رئيس الحكومة، وبمبادرة من وزيرة الاقتصاد والمالية، تفضل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال المجلس الوزاري المنعقد يومه بتعيين السيدة نزهة حياة، في منصب المديرة العامة لصندوق محمد السادس للاستثمار... فمن تكون سيدة المال والأعمال التي ستخلف محمد شعبون على رأس أهم صندوق عمومي للاستثمار..؟
منذ سنوات، واسم نزهة حياة يفرض حضوره بثبات في قلب المشهد المالي المغربي، ليس باعتبارها وجها نسائيا استثنائيا فقط، بل كصاحبة رؤية حقيقية في مجال معقد لا يتسع إلا للقلة ممن يمتلكون معرفة عميقة ودقيقة بخباياه.
فمنذ أن تولت رئاسة الهيئة المغربية لسوق الرساميل سنة 2016، تحول اسم "نزهة حياة" إلى مرادف للإصلاح والشفافية والثقة داخل المنظومة المالية للبلاد.
ولدت نزهة في الدار البيضاء سنة 1963، وفيها نشأت وتلقت تعليمها الأول، قبل أن تشد الرحال إلى فرنسا حيث واصلت دراستها ونالت شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من مدرسة "إسيسك" المرموقة، و من هناك بدأت تتبلور أمام عينيها ملامح مسار مهني لا يشبه غيره.
حيث دخلت عالم المال من بوابته الأوروبية، من خلال الاشتغال لسنوات في مؤسسات مالية بإسبانيا، قبل أن تعود إلى المغرب سنة 1995 وتلتحق بالشركة العامة، لتشق طريقها بثقة إلى مواقع القرار، إلى أن أصبحت سنة 2007 أول امرأة تتبوأ مقعدا ضمن مجلس إدارة أحد البنوك المغربية.
لكن حياة نزهة لم تكن يوما سجينة حلما بمنصب أو وظيفة، فقد عرفت منذ البداية أن النجاح الحقيقي يمر من بوابة التغيير الجذري لعالم المال والأعمال بالمغرب، فأطلقت سنة 2012 جمعية سيدات الأعمال بالمغرب، ممهدة الطريق أمام نساء كثيرات ظللن مهمشات في دوائر القرار المالي.
وبين هذه المسؤولية وتلك، لم يكن حضور حياة الدولي أقل قوة، إذ قادها مسارها لترأس اللجنة الإقليمية لإفريقيا والشرق الأوسط ضمن المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية، مرسخة بذلك اسمها بين أكثر النساء تأثيرا في القطاع على مستوى المنطقة.
اليوم، ما تزال نزهة حياة تسير على نفس النهج، مستندة إلى خبرتها الطويلة وإيمانها العميق بقدرة الأسواق المالية على أن تكون رافعة حقيقية للاقتصاد الوطني، إذا ما توفرت لها الشفافية، والصرامة، وقبل كل شيء… القيادة.