استنفر التحول المفاجئ الذي طرأ، زوال الخميس الماضي، على مياه شاطئ "الماء الجديد" وسط مدينة العرائش، التي طغى عليها لون أحمر داكن، (استنفر) مختلف السلطات، حيث أمر عامل الإقليم بتشكيل لجنة مختلطة لتفقد الوحدات الصناعية، وفتح تحقيق للوقوف عن الأسباب الحقيقية وراء ذلك.
وأثار التحول المفاجئ لمياه بحر "الماء الجديد" بالعرائش، عقب إفراغ قناة المياه العادمة التي تصب في مياه البحر، لكميات كبيرة من المياه الحمراء، قلقا وسط صفوف السكان، حيث انتشرت بالشارع العام تساؤلات حول مصدر هذا التلوث، ليأمر عامل الإقليم بتشكيل لجنة مختلطة تضم ممثلين عن الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا"، والسلطات المحلية، للقيام بتحقيق معمق وتحديد طبيعة المادة التي تمكنت من تغيير لون مياه البحر بشكل مثير، في انتظار صدور تقرير رسمي يكشف عن ملابسات وتفاصيل ظهور ما أطلق عليه البعض اسم "البحر الأحمر".
وفي انتظار صدور تقرير رسمي يكشف عن أسباب تلوث مياه بحر "الماء الجديد"، كشفت مصادر مطلعة أن تحقيقا أوليا غير رسمي قامت به جهاة محسوبة عن السلطة المحلية، لم يستبعد أن يكون التلوث ناتج عن تسرب مادة ملونة من وحدة صناعية متخصصة في تصنيع الفواكه الحمراء بمنطقة صناعية بالمدينة، بعد التخلص منها بطريقة غير قانونية.
وتكشف واقعة تلوث بحر العرائش، تراخي السلطات المعنية في مراقبة مدى احترام الوحدات الصناعية لشروط التخلص من النفايات والشوائب والمخلفات، ما يهدد سلامة البيئة عموما، ومياه الشواطئ خصوصا، الأمر الذي يزيد من مخاوف تراجع جودة مياه الشواطئ بإقليم العرائش، خصوصا وأننا على بعد أيام من حلول فصل الصيف، وارتياد المواطنين للشواطئ، مما يفرض على السلطات المعنية تشديد إجراءات مراقبة كل الوحدات الصناعية بالإقليم عموما.