تحل، يومه الخميس، الذكرى الثانية والعشرون لميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وهي مناسبة سعيدة تحتفل بها كل مكونات الشعب المغربي، لتجديد آصرة التلاحم بين العرش العلوي المجيد والشعب، وتعبر من خلالها عن مشاطرة الأسرة الملكية الشريفة أفراحها ومسراتها. عيد ميلاد سعيد.
وقد جاء إطلاق اسم مولاي الحسن على ولي العهد، تعبيرا عن قيم ومبادئ الوفاء لملكين عظيمين في تاريخ البلاد هما السلطان مولاي الحسن الأول وجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وتجسيدا لاستمرارية العرش العلوي واستقرار البلاد وتماسكها عبر التاريخ.
وينطوي تخليد ذكرى ميلاد ولي العهد على رمزية تاريخية وعاطفية بالغة الدلالة، فهو تعبير عن الاستمرارية، التي تطبع تاريخ الدولة العلوية الشريفة، التي حافظ ملوكها، طيلة أزيد من ثلاثة قرون، على القيم والمبادئ، التي تأسست من أجلها، ألا وهي الدفاع عن وحدة الوطن واستقلاله وصيانة مقدساته، التي يجسدها شعار المملكة «الله الوطن الملك».


وبرز ولي العهد مبكرا خلال الأنشطة الرسمية، التي ترأسها وأخرى كان حاضرا فيها إلى جانب جلالة الملك محمد السادس، وكان آخرها قبل أيام حين افتتح في 21 أبريل المنصرم بمشور الستينية – صهريج السواني بمكناس، الدورة الـ17 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب (سيام)، الذي نظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، تحت شعار «الفلاحة والعالم القروي: الماء في قلب التنمية المستدامة».


وبتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس، أشرف ولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأميرة للا خديجة، يوم 3 مارس بحي أبي رقراق (مقاطعة اليوسفية) بالرباط، على إعطاء انطلاقة العملية الوطنية «رمضان 1446»، التي نظمتها مؤسسة محمد الخامس للتضامن بمناسبة شهر رمضان الأبرك، واستفاد منها مليون أسرة، أي حوالي 5 ملايين شخص.
وفي 21 نونبر من السنة الماضية، وبتعليمات سامية من جلالة الملك، استقبل ولي العهد الأمير مولاي الحسن، بالدار البيضاء، رئيس جمهورية الصين الشعبية، فخامة السيد شي جين بينغ، الذي قام بزيارة قصيرة للمملكة.


كما ترأس ولي العهد الأمير مولاي الحسن، يوم 5 أكتوبر من السنة نفسها، بمركز المعارض محمد السادس، نهائي النسخة السابعة من الجائزة الكبرى لجلالة الملك محمد السادس للتبوريدة، التي نظمت في إطار الدورة الـ15 لمعرض الفرس للجديدة.
وبأمر من جلالة الملك محمد السادس، استقبل ولي العهد الأمير مولاي الحسن، في 23 غشت 2024 بالقصر الملكي بتطوان، الأطفال المقدسيين الذين شاركوا في الدورة الـ15 للمخيم الصيفي الذي نظمته وكالة بيت مال القدس الشريف.


وبأمر من جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تسلم صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، في 31 يوليوز من السنة نفسها بنادي ضباط الحرس الملكي بتطوان، برقية تهنئة وولاء وإخلاص، مرفوعة إلى جلالة الملك من طرف أسرة القوات المسلحة الملكية، وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتربع جلالة الملك على العرش.


ولي العهد كان أيضا في قلب المشاريع التنموية والاقتصادية التي تسعى للدفع بعجلة التنمية. ففي 10 يونيو أشرف ولي العهد الأمير مولاي الحسن، بجماعة المهارزة الساحل (إقليم الجديدة)، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز محطة تحلية مياه البحر للدار البيضاء، الأكبر من نوعها على مستوى القارة الإفريقية، عند الانتهاء من إنجازها، بقدرة إنتاج سنوية تبلغ 300 مليون متر مكعب، ستستفيد منها ساكنة يقدر تعدادها بـ7,5 ملايين شخص.


وخلال زيارة الدولة، التي قام بها رئيس الجمهورية الفرنسية فخامة السيد إيمانويل ماكرون، وحرمه السيدة بريجيت ماكرون للمغرب بدعوة كريمة من جلالة الملك في أكتوبر من السنة الماضية، رافق ولي العهد الأمير مولاي الحسن جلالة الملك محمد السادس خلال حفل الاستقبال الرسمي. كما رافق ولي العهد الأمير مولاي الحسن جلالة الملك محمد السادس خلال توقيع الإعلان المتعلق بالشراكة الاستثنائية الوطيدة بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية، في 28 أكتوبر، وكذا خلال حفل التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية في اليوم نفسه.


احتفال الشعب المغربي بذكرى ميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن يأتي للتأكيد على ما لمؤسسة ولاية العهد من أهمية جليلة داخل أركان الدولة ونظام الحكم، ذلك أن ولاية العهد تعد من النظم الإسلامية العريقة، حيث تتلخص مقاصدها الشرعية في التأكيد على ضمان استمرار الدولة في شخص جلالة الملك واستمرار مقومات الدين في شخص أمير المؤمنين.