اعترف عز الدين المداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بمعاناة منظومة التعليم العالي من الضغط الحاد الناجم عن الاكتظاظ الكبير داخل الجامعات، حيث يفوق عدد الطلبة في بعض المؤسسات 170 ألف ما ينعكس سلبيا على جودة التأطير والمردودية البيداغوجية والإدارية ويحول دون تفعيل حكامة ناجعة داخل الهياكل الجامعية.

الوزير، الذي كان يقدم عرضا أمام لجنة الثقافة والتعليم والاتصال بمجلس النواب، أوضح أن التوزيع المجالي للجامعات يفتقر إلى التوازن، مما يفاقم التفاوت بين المؤسسات، مسجلا ضعف فعالية نظام القيادة بسبب غياب التقييم المستمر وآليات التعاقد، إلى جانب استمرار اعتماد هياكل تنظيمية متجاوزة، وعدم توفر نظام معلوماتي مندمج يربط بين الوزارة والجامعات.

أما على المستوى المالي، فقد أشار المداوي إلى محدودية الموارد المرصودة للتعليم العالي، معتبرا أن الجامعات تعتمد بشكل شبه كلي على الميزانية العامة، في ظل غياب تمويل بديل أو موارد ذاتية.

كما لفت إلى الإشكالات البنيوية المتعلقة بالهدر الجامعي، وضعف نسب التخرج، والتعثر في ولوج سوق الشغل، مشددا على ضرورة التعامل مع هذه المؤشرات بمرونة وتحليل عميق.

أما في ما يخص قدرات الطلبة، فقد عبر الوزير عن انشغاله بضعف المهارات اللغوية لديهم، مشددا، بالمقابل، أن هذا الضعف ليس من مسؤولية الجامعة فقط، بل هو نتيجة تراكمات تبدأ من التعليم الأساسي، موضحا أن الطالب، رغم آلاف الساعات الدراسية في اللغات، يصل إلى الجامعة دون كفاءة حقيقية، وهو ما يستوجب مراجعة شاملة لمسار التكوين.