قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، إن حكام الجزائر لا يَزالون متسترين وراء شعاراتٍ جوفاء أكل الدهر عليها وشرب، متمادِين في ممارساتٍ دنيئة وخبيثة وساقطة، ومُصِرين على معاكسة ومعاداة كل ما هو مغربي، بل وعلى استعداء الشعب الجزائري الشقيق تجاه المغرب والمغاربة.
وأكد بنعبد الله اليوم الاثنين بمجلس المستشارين، في كلمة له خلال الندوة الوطنية حول موضوع "البرلمان وقضية الصحراء المغربية: من أجل ديبلوماسية موازية ناجعة وترافُع مؤسساتي فعال”، أن سلوك حكام الجارة الشرقية، "تَصَرُّفٌ مؤلِمٌ وغيرُ مُجدٍ، يُضِرُّ أساساً بالشعب الجزائري، ثُمَّ بالطموح نحو بناء المغرب الكبير المزدهر”.
وحذر المسؤول الحزبي مما أسماه "جُنونِ هذه التوجُّهات الجامِدَة، والمنفصلة عن الحقيقة، لحُكَّام الجزائر، وفي نفس الوقت نؤكد الحرص على عدمِ السقوطِ في التعامُلِ بمثلها”، مشيدا بـ”السُّــــمُوِّ الذي يتعاملُ به جلالة الملك، بشكلٍ ثابت، مع جارتنا الجزائر، مُجَـــــسَّداً في سياسة اليد الممدودة”.
وأكد بنعبد الله أن "مسألةَ الوحدة الترابية للمغرب مسألةُ تحرُّر وطني، تتصدر مسلسل بناء الدولة الوطنية والديموقراطية المغربية، وقضيةٌ مركزية مبدئية تتعلق بالهوية الوطنية، وحقّ وطني يعلــــو على كل الاعتبارات، وهي قضية تَــــهــم الدولة المغربية، والشعبَ المغربيَّ قاطبة، وكُلَّ قِوَاه الوطنية على اختلاف مشاربها”. مضيفا "قضيتنا الوطنية قضيةٌ عادلةٌ، ولأنها مصيريةٌ، فقد استحقت، وتستحقُّ، كل التضحيات”.
وأشار إلى التحُّولات النوعية التي تشهدها قضية الصحراء، أساساً من خلال الاعترافات الواسعة والوازنة بمغربية الصحراء أو بوجاهة مقترح الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية، لدولٍ عديدة، من ضمنها دولٌ لها تأثيرٌ كبير في مُجريات الأحداث داخل المنتظم الدولي، ولها معرفةٌ جيِّدَةٌ بحيثيات الملف، من قبيل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، الدائميْ العضوية في مجلس الأمن، وإسبانيا المستعمِرَة السابقة لمناطقنا الجنوبية الصحراوية.
وشدد بنعبد الله على أن المغرب بات يمسك بزمام المبادرة في الملف، بفضل مقاربة استراتيجية تتأسس على "الإقدام، والاستباق، والحزم، والندية، وتنويع الشراكات”، مشيراً إلى مشاريع كبرى تعزز هذا التوجه، من بينها أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، ومبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، ومشروع تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي.
وأشاد الأمين العام بـ”الدينامية الرائعة للديبلوماسية المغربية الرسمية، وكذلك بالإسهاماتِ الديبلوماسية للبرلمان المغربيِّ بغرفتيْه، وبجُهود كافة المؤسسات والهيآت الوطنية، الحزبية والمدنية، وبجميع أصناف الديبلوماسية، الاقتصادية والرياضية والثقافية والعِلمية، وبمجهودات مغاربة العالَم، أيضاً، دفاعاً عن قضية وحدتنا الترابية”.