انسجاما مع جهودها الرامية لترسيخ الثوابت الدينية المشتركة بالقارة الإفريقية، أصدرت مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ، دليل جائزتها البحثية في الثوابت الدينية المشتركة ، وذلك في دورتها الثانية برسم سنة 2025، مشيرة أن الخطوة تأتي في سياق جهود العلماء الأفارقة للقيام بأمانة ترسيخ الثوابت وتعليمها وتجديد العهد بها لدى الأجيال الحاضرة والمستقبلية.
وأشارت المؤسسة ضمن الدليل الذي اطلع عليه موقع "أحداث أنفو"، أن السياق المعاصر يفرض دفع عدد من الشبهات عن الثوابت الدينية المشتركة، وذلك حفاظا على استمراريتها وانتشارها و تحصينا للمجتمعات المسلمة بإفريقيا من التطرف وأفكاره الهدامة،وذلك عبر دعم جهود نخبة من العلماء والباحثين الأفارقة لإعادة إحياء المناهج العلمية المسلوكة في الحفاظ على كلّيات الدين، وحماية الأمن الروحي للمسلمين.
ومن المنتظر أن تفتح جائزة مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة البحثية في الثوابت الدينية المشتركة، باب المنافسة أمام العلماء والباحثين والأكادميين الأفارقة لتقديم بحوثهم المتمحورة حول أربعة مواضيع، هي إمارة المؤمنين من التأسيس إلى الامتداد في عهد الخلفاء الراشدين، إلى جانب إمارة المؤمنين في المغرب انطلاقا من العصر الإدريسي إلى العصر العلوي، ثم محور إمارة المؤمنين في المغرب والروابط التاريخية والروحية بمسلمي إفريقيا.
ويرتبط الصنف الثاني للجائزة بموضوع العقيدة الأشعرية، وذلك عبر خمسة محاور تتطرق للسياق التاريخي والعلمي لتأسيس المدرسة الأشعرية، وما شكلته من امتداد لعقيدة السلف، مرورة بمرحلة التأسيس العلمي والامتداد من المشرق إلى المغرب، وصولا إلى المدرسة الأشعرية في السياق الإفريقي.
أما ما يخص ثابت المذاهب الفقهية الأربعة، سيطلب من الباحثين تناول مرحلة التأسيس والتكوين مع التعريف بالمذاهب الفقهية ونشأتها ومرحلة التأليف فيها، إلى جانب مرحلة التدوين والتطور، ثم مرحلة التجديد والامتداد.
بدوره سيكون التصوف حاضرا باعتباره ثابتا من الثوابت الدينية داخل القارة الافريقية، حيث ستتناول الأبحاث أسباب نشوء التصوف السني وعوامل تشكله في العهد النبوي وعهد السلف الصالح ورواد الزهد من السلف، إلى جانب مرحلة الامتداد من المشرق إلى السياق الإفريقي.