شرح للكسالى! 

في التسلية القائمة على صفحات التواصل الاجتماعي، كتب العبد لله ملحوظة ساخرة عن «نصاب كندا»، لم يفهمها «مشجعوه» هنا، من كتيبة منصات المشاهدة، وهم خمسة أو ستة على أكثر تقدير، يجتمعون على حب الشر للمغرب، وكره الخير لهذا البلد الأمين. 

لم أنتبه لما قالوه عن الملحوظة، لكنني انتبهت إلى غبائهم، وكيف أنهم لم يفهموا منها ومن المراد من كتابتها «الذي بعث»، فحولوا اتجاهها إلى معان أخرى لا علاقة لها بها. 

سألت نفسي إن كان جديا، ومن العقل السليم أن تنتظر من سيدة أو سيد لم يستطيعا فهم ملحوظة بسيطة مكتوبة بلغتنا الأم، دارجتنا المغربية الجميلة، أن يفهما تحديات البلد الكبرى، أو أن يستوعبا ما يرددانه من مفردات ضخمة في الأنترنيت. 

اقتنعت، مجددا، أن هناك أشخاصا وظيفتهم في الحياة هي الكلام الفارغ في المواقع، وازددت إعجابا بذكاء الشعب المغربي الذي لم يصدق يوما هؤلاء «الطوابرية»، في الواقع، وظل مستعصيا على غبائهم المزمن، لأنه - عكسهم تماما - شعب لماح، وذكي، ونابغ، و«كيفهمها وهي طايرة»، عكس هؤلاء الكسالى الذين رسبوا في كل امتحانات حياتهم الشخصية، ويريدون جر البلد معهم للرسوب الجماعي. 

لا عاشوا، ولا كانوا، وهنا نكتب لهم ما كان يدونه معلموهم في الصغر على أوراقهم: «يرسب، يكرر، يبقى في قسمه، وعلى والديه (إن وجدوا وفي حالة غيابهم أولي أمره) أن يهتموا به قليلا، وأن يكثروا له من الدعم في كل المواد».

«سيرو تقراو شوية»، وبعدها غيروا ملابسكم الداخلية، ساعة فساعة، قبل أن تحلموا بتغيير شؤون البلد... أيها الكسالى. 

 

دنيا والآخرون! 

طرحت الفنانة المجتهدة دنيا بوطازوت نقاش الحضور المكثف لممثلين دون غيرهم في البرامج التي تعد خصيصا لشهر رمضان على التلفزيون المغربي بمختلف قنواته. 

دنيا دافعت عن حضورها بالقول أنها درست واجتهدت لكي تصل إلى ما هي فيه اليوم، وهي محقة في ما تقوله، وعلى من يعتبر أنه مقصي أو مستبعد أن يظهر ما يستطيع القيام به سواء عبر القنوات الرسمية، أو عبر منصات المشاهدة المتاح التعبير فيها اليوم للجميع، دون ضابط أو رابط. 

ذلك أنه قد مضى وانقضى ذلك الزمن الذي ستكذب فيه على الناس، وستقول «أنا فنان خطير جدا، لكنني لا أجد فرصة لإظهار فني للناس»، وأتى علينا زمن اكتشفنا فيه فقط عبر «اليوتيوب» وغير «اليوتيوب» طاقات فنية حقيقية أظهرت مواهبها الفعلية، وفرضت على الجميع التعامل معها، بل وفي حالات أخرى أزاحت ممثلات وممثلين قديمات وقدامى، وفرضت نفسها بديلا بقوة ماتقدمه يوميا مما أثار انتباه وإعجاب الناس. 

لا حجة لأحد في عدم قدرته على إيصال ما لديه، إن كان لديه ما يوصل حقا، إلى الناس، ونقاش الاستحواذ وتقسيم الكعكة التلفزيونية هو نقاش أكبر من ممثل واحد أو ممثلة واحدة يشعر زملاؤها بالغيرة من ظهورهما المكثف، ويلجؤون إلى وسائط متعددة لتصريف هذه الغيرة غير الصحية إطلاقا.

بعبارة أخرى أكثر صراحة ووضوحا، وبالدارجة تاعرابت: «المشكل ماشي فدنيا مسكينة، المشكل أكبر بكثير». 

(ترمضينة وصافي)! 

تستحق وصف الحقير والدنيء والرديء، والساقط فعلا وقولا، حين تتمنى لبلدك الفيضان والغرق والأسى للناس، فقط لكي تكتب ببؤس شديد على صفحتك الرديئة في «الفيسبوك»: «دابا واش حنا قادين ننظمو المونديال؟». 

العائق الحقيقي الوحيد الذي قد يمنعنا من تنظيم المونديال وغير المونديال حقا، هو وجود هذا النوع من الكلام البئيس والتفكير الأكثر بؤسا، بيننا، ومعهما طبعا وجود البؤساء الذين يرتكبون مثل هذا المنكر اللفظي. 

محزن ومؤلم ومثير للغثيان «وصافي»، ومع ذلك فهي تدور، ولا بد من التعايش مع كل دوائرها، والسلام.