أكدت الجمعيات العالمة المختصة في مجال طب الرضع والأطفال على أهمية اللقاح المضاد للحصبة "بوحمرون " والمعمول به في المغرب لأزيد من 40 سنة يعتبر لقاح فعال وناجع ولا يشكل خطر على الجميع، مؤكدة النفي التام للأخبار الزائفة المتداولة بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي تهدد الأمن الصحي للمواطنات والمواطنين وأبنائهم، وأن الأخبار الزائفة ستعرض أصحابها للعقوبات المنصوص عليها في القانون.

الجمعيات الطبية اعتبرت الوضع الوبائي المرتبط بمرض الحصبة وبفعل الجهود الكبيرة التي بذلها المغرب طيلة العقود الماضية وبفضل البرنامج الوطني للتلقيح، التي ساهمت في التقليص الواسع لمعدلات " بوحمرون " بعد اعتماد اللقاح المضاد له، ومنحه للرضيع في جرعتين الأولى في (9) أشهر من عمره والثانية في 18 شهرا، مما جعل المرض يتراجع بقوة، ودفع مصالح وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لإعداد ملف للحصول على شهادة قرب القضاء عليه من منظمة الصحة العالمية، تشير الجمعيات بأسف شديد أنه بعد جائحة كوفيد 19 وتسبب في تراجع معدلات التلقيح، تسببت النسبة التراكمية لغير الملقحين في ظهور الحصبة من جديد وبقوة هذه المرة.

وأوضحت الجمعيات العلمية الطبية أنه من خلال متابعتها المستجدات والتفاعلات المرتبطة بالوضع الوبائي الذي تسبب فيه بوحمرون بالمغرب، تؤكد خطورة مرض الحصبة وتشدد على أن إصابة مريض واحد قد يتسبب بنقل العدوى لأعداد كبيرة من الأشخاص قد يصل إلى 20 شخصا، وهو ما يستوجب الحصول على جرعتين للوقاية من المرض ومضاعفاته، نظرا لأن جرعة واحدة تحمي بنسبة % 80 فيما الجرعة الثانية ترفع نسبة الوقاية إلى % 98.

ونبه أطباء الجمعية أن الأغلبية الساحقة من الضحايا " بوحمرون " فارقوا الحياة بمرض هم أشخاص لم يحصلوا على أي جرعة من اللقاح، فيما % 2 من الضحايا حصلوا على جرعة واحدة فقط، وهو ما يؤكد على ضرورة الحصول على جرعتين من اللقاح.

ودعا بلاغ الجمعيات الطبية الجسم الإعلامي والفعاليات الصحية ولدورهم المحوري قصد القيام بحملة تحسيس وتوعية متواصلة لتبديد الشكوك والمخاوف وزرع الثقة في نفوس المواطنين، إلى جانب تقديم كل التوضيحات العلمية الحقيقية المرتبطة بجدوى اللقاح وفعاليته والتصدي للخطابات المضللة والأخبار الزائفة، وحث البلاغ الآباء والأمهات على تلقيح بناتهم وأبنائهم حماية لهم من الخطر الصحي اتسبب فيه بوحمرون، والذي يهدد صحة الجميع ويعيد إلى الأذهان ما عشناه جميعا من أزمة مركبة، صحيا واقتصاديا واجتماعيا خلال جائحة كورونا.

الجمعيات الطبية أعلنت أن طواقمها الطبية مستعدة بكل مكوناتها للإجابة عن كل التساؤلات وتقديم كل التوضيحات الضرورية متى تم ربط الاتصال بها من طرف الصحافيات والصحافيين من مختلف المنابر ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة الورقية منها والإلكترونية.