بلغت الجزائر «شأوا عظيما وشأنا أعظم» في عملية التنكيل بصورتها أمام العالم أجمع، من خلال ما وقع مؤخرا في اليابان خلال قمة «تيكاد». 

الجزائر قدمت صورة مصغرة عن الواقع الغريب الذي خلقته في المنطقة المغاربية، حين اصطنعت من العدم أكذوبة البوليساريو، وذلك من خلال إقحامها لعنصر من الميليشيا الانفصالية ضمن وفدها ذهب بجواز سفر ديبلوماسي إلى طوكيو، وحين دخل قاعة القمة استل من حقيبته يافطة صغيرة كتب عليها اسم الجمهورية الوهمية، ووضعها أمامه بكل غباء. 

اليابان تبرأت من هذا التصرف الأخرق، وأعادت التأكيد على موقفها الثابت من النزاع المفتعل في الصحراء، وجددت التأكيد على أنها لا تعترف بالكيان الوهمي المسمى «البوليساريو»، وأن المشاركة في القمة اليابانية الإفريقية هي مسألة حصرية على الدول الحقيقية التي تعترف بها اليابان، فقط، لا غير. 

ألم تكن الجزائر على علم بهذه النهاية لمسرحيتها الجديدة؟ 

بلى، هي كانت متأكدة من ذلك كل التأكد، لكنها الأزمة الداخلية التي تضرب البلد هناك، وعدم اقتناع الشعب الجزائري بجدية المسرحية الهزلية الدائرة هاته الأيام من أجل التمديد لتبون، ما يجعل نظام العسكر أو «الكابرانات» في البلد الجار الغريب مضطرا لتنويع الأدوار المسرحية الهزلية والمثيرة للشفقة، عساه يستطيع لفت الأنظار عن الجاري داخل الجزائر، وما يجري هناك خطير ومقلق وينذر بالأسوأ مستقبلا على كل الأصعدة. 

باختصار، هذا بلد يصر نظامه على أن ينكل بصورته باستمرار، فقط لكي يبقى متنفذو العسكر حاكمين هناك، ولا يهتم بما يقوله العالم كله اليوم عن الحكاية بكل وضوح حين يردد بصوت واحد: فعلا، الجزائر أصبحت أضحوكة العالم.