حالة من القلق والغضب تسود هذه الايام بين المزارعين وتعاونيات انتاج الارز بمنطقة الغرب إثر قرار منعهم من سقي اراضيهم المزروعة بالارز بحجة إهدار المياه، رغم ان هذه الزراعة تتم منذ عشرات السنين بمنطقة الغرب ويقبل عليها الفلاحون وهي مصدر عيشهم وعيش ماشيتهم الوحيد .

وقال مزارع في لقاء تواصلي نظمه منتجون ينتظمون في تعاونيات الارز وجمعيات المجتمع المدني بجماعة سيدي الكامل بنبرة غاضبة " اراضينا لا تنتج سوى الارز ، وفي الوقت الذي كنا ننتظر من الحكومة تدعيم هذه الزراعة التي تساهم في الامن الغذائي ، فوجئنا بقرار منعنا من سقي أراضينا مطالبا بالغاء هذا القرار.

ووصف فلاح اخر قرارقطع الماء عن مزارعي الارز بالكارثة التي ستكون لها عواقب اجتماعية خطيرة بالمنطقة. وكانت السلطات قد اتخذت قرارات وتدابير إزاء الزراعات الاكثر استهلاكا للمياه بسبب قلة التساقطات المطرية ، ومن بين هذه الزراعات زراعة الارز بمنطقة الغرب التي تغطي مساحات واسعة من الاراضي .

ويطالب مزارعو المنطقة من الجهات المسؤولة بالسماح لهم بسقي اراضيهم التي لا تنتج الا الارز .

وتكتسي زراعة الارز بمنطقة الغرب أهمية سوسيو-اقتصادية لا يمكن تجاهلها باعتبارها تدر مداخيل قارة لـ2500 فلاح، وأزيد من 1,2 مليون يوم عمل كل سنة، فقط بالنسبة لمنطقة الغرب.

وتقارب المساحة الإجمالية المخصصة لهذه الزراعة 12 ألف هكتار في منطقة الغرب، وتتكون من أراضي مغمورة بالماء. وتشكل زراعة الأرز النشاط الوحيد الذي يمكن من استثمار هذا النوع من الأراضي بشكل أفضل، والتي كانت تعتبر أراضي هامشية قبل تجهيزها.

وتساهم زراعة الارز بشكل كبير في الأمن الغذائي، وتمكن على الخصوص من تأمين التزويد الغذائي،

ويقوم مزارعو المنطقة بتنويع لانشطتهم ومصادر دخلهم من خلال ممارسة تربية الماشية المختلطة (الأغنام والأبقار) بعد زراعة البرسيم (الفصة) مباشرة بعد عملية جني الأرز. ويتشكل نسيج الإنتاج من تعاونيات الإصلاح الزراعي بنسبة 75 في المئة من المساحة المغروسة والمنتجين الملاك أو مستغلي أراضي الجموع، الذين يتوفرون على 25 في المئة.

وتساهم جهة الغرب بمعدل 75 في المئة من الإنتاج الوطني الذي يغطي حاليا أزيد من ثلثي حاجيات الاستهلاك الوطني.

وانتقلت مردودية زراعة الارز بمنطقة الغرب من 60 قنطارا في الهكتار خلال الفترة 2001-2005 إلى أزيد من 80 قنطارا في الهكتار خلال السنوات الاخيرة .