تطوان: مصطفى العباسي
مسار اخر، ومعطيات جديدة قد تقلب ما وصلت اليه التحقيقات، في قضية "راضية"، المتهمة بقتل زوجها وابنها، منذ قرابة 12 سنة، ودفنهما في مرآب منزلهم بمرتيل. بعد وفاة شقيقها الشاهد الاساسي، والمتهم الى جانبها بارتكاب ذات الافعال، بعد اصابته بمرض عضال، لتتوفاه المنية بالمستشفى المدني بتطوان يوم 25 مارس المنتهي.
وفق بعض المصادر المقربة، فإن شقيق راضية، الذي أبلغ عن الجريمة، واتهمها بارتكابها لوحدها، كان في آخر أيامه مصابا بمرض عضال لم ينفع معه علاج. ولعل ذلك ما دفعه للتوجه لولاية امن القنيطرة، ويقدم بلاغا في اخته، التي كانت تقطن بمرتيل، ويكشف تفاصيل الجريمة التي يدعي قيامها بها منذ اكثر من 12 عاما، وأنه علم بذلك، لاحقا دون ان يشارك في الفعل.
وأفادت ذات المصادر، ان تأنيب الضمير، والخوف من الموت بالمرض العضال، وهو يحمل أسرار ما حدث، هو الذي دفعه للتبليغ والكشف عن ذلك. محاولا في مختلف مراحل التحقيق نفي أي تورط له في الجريمة. إلا أن شقيقته بعد اعتقالها ألقت عليه بكل المسؤولية فيما حدث، ونفت بدورها أن تكون المنفذة، وأنها فقط تسترت على ماحدث، ولا علم لها بمقتل ابنها ودفنه بجوار والده في نفس المكان.
التضاربات في أقوال الطرفين، الاخ وشقيقته، في مختلف مراحل التحقيق، لدى الضابطة القضائية، وأمام قاضي التحقيق، لم يكشف الكثير من الغموض الذي اعترى واقعة العثور على جثتين بمرأب منزل الاسرة بمرتيل. ولم يخلص لتحقيق من الفاعل الاصلي ومن هو في حكم المشارك او المتستر. وستزداد الامور غموضا، مع غياب الاخ الذي وافته المنية بالمستشفى، بعد عمليتين جراحيتين، لم يكتب لهما النجاح، بسبب تقدم مستوى المرض الذي اصاب المعني.
ووفق معطيات مقربة من التحقيقات، فإن "راضية" اوضحت في تصريحاتها لدى قاضي التحقيق، انها لم تقتل زوجها، وأن شقيقها هو الذي ضربه بمطرقة للرأس بسبب عنفه الدائم ضدها، وأنها ساعدته فقط في اخفاء الجثة، بقبر حفروه له بمرأب المنزل. وادعت أنه اختفى حتى لا يفتضح امرهم. بالمقابل، أكدت أنها بدورها تفاجأت بعد العثور على جثة اخرى بالقرب من جثة الزوج، والتي ثبت أنها جثة ابنها. وانه لا علم لها بذلك، في حين أن أصابع الاتهام موجهة إليها في هذا الشأن، بكونها قتلت ابنها بعد ان علم بتفاصيل مقتل والده حتى لا يقوم بفضحها.
ويرى مقربون من القضية، أن المتهمة قد تستغل غياب شقيقها المتوفى، لتلقي عليه باللائمة، وتحمله مسؤولية كل ما حدث. في حين أن هناك فرضيات تتجه نحو مشاركة اكثر من شخص في الجريمتين، الاولى التي قتل فيها الزوج، والذي كانت بنيته ضخمة وقوية، مما يستبعد معه قيامها بالجريمة لوحدها، بل إن الزوج كان مربوطا بحبل. ونفس الشيء يخص مقتل ابنها، اذ ان نقل الجثة والحفر، يتطلبان تخطيطا ومساعدة لتنفيذهما.
وتعود فصول القضية لقرابة العام، حينما كشف شقيق راضية، عن تفاصيل غريبة لجريمة تمت منذ أكثر من 12 سنة، متهما أخته بقتل زوجها وابنها ودفنهما في قبرين بمرأب المنزل بمرتيل. تصريحات الشقيق كانت مفاجئة، وتمت أمام شرطة القنيطرة حيث كان يقطن مؤخرا، وأدى التحقق من تصريحاته، لحفر أحد القبرين، ليتم العثور على رفات الجثة الاولى، واعتقال راضية، هاته الأخيرة التي اتهمت شقيقها المبلغ بكونه الفاعل، وليتم اعتقاله بدوره واحضاره الى جانبها بتطوان.
بعد بضعة أيام، انتقلت عناصر الأمن مجددا لنفس المنزل بمرتيل، وقاموا بالحفر في محيط القبر الاول، حيث تم العثور على رفات الجثة الثانية، والتي قيل انها تعود للابن. والحال انه بعد اجراء الخبرة الشرعية، تبين ان الرفات الاول يعود للابن والثاني للاب.
من المنتظر أن تنعقد جلسة جديدة، لهيئة المحكمة، للنظر في ملف راضية لوحدها الان، بعد سقوط المتابعة في حق شقيقها بسبب الوفاة. وينتظر ان تحمل مفاجئات ومعطيات جديدة، وفق ما اكدته بعض المصادر في تصريحات لاحداث انفو.