ربط الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، تفشي حالات الحصبة (بوحمرون)، بانخفاض التلقيح في المناطق المعنية، مؤكدا على الحاجة إلى معرفة أسباب هذا الانخفاض في التلقيح ومستوياته، وتدارك الأمر بهذه المناطق وتحديد وتشخيص مستوى التلقيح في باقي المناطق التي قد تكون في نفس الوضع للتعامل معها.وفاة في كل 4 دقائقيأتي كلام حمضي تزامنا مع رصد وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، لارتفاع ملحوظ في عدد حالات الحصبة منذ منتصف شتنبر 2023 بجهة سوس-ماسة بالخصوص، وأوضح الدكتور في توضيح توصل به موقع "أحداث أنفو" أن الحصبة مرض فيروسي خطير، حيث تكشف الأرقام أن طفلا يموت بهذا المرض كل 4 دقائق، حيث بلغت عدد الوفيات في 2021 فقط، 128 ألف حالة.وأشار حمضي أن الحصبة مرض شديد العدوى، ويكون عامل الخطر حاضرا عندما يتنفس الشخص المصاب أو يسعل أو يعطس، أو بشكل غير مباشر من خلال الأسطح الملوثة بالفيروس، ويمكن لطفل مريض أن يعدي 16 أو 20 شخصا،حيث يصيب الفيروس الجهاز التنفسي ثم ينتشر في باقي أنحاء الجسم.سيلان وسعالومن أهم أعراضه، الحمى وسيلان الأنف واحمرار العينين والسعال والوهن، ثم طفح جلدي أحمر في جميع أنحاء الجسم، ويمكن لهذه الأعراض أن تحدث مضاعفات خطيرة تصل للموت، أو الإعاقات مدى الحياة، إلى جانب مشاكل في التنفس، والتهاب الدماغ، والعمى، والجفاف.ولتجنب خطر هذا المرض، يتم التلقيح عبر جرعتين، الأولى في عمر 9 أشهر، والثانية بعد بضعة أشهر، ويبقى التطعيم أفضل طريقة لتجنب عدوى الحصبة والمرض والأوبئة، حيث ينجح اللقاح في انقاذ 5 أشخاص معرضين لخطر المرض في كل دقيقة حول العالم ، وهو ما مكن ما بين عامي 2000 و 2021، من إنقاذ حياة 56 مليون شخص من خلال التطعيم.ومن الممكن أن يتسبب عدم تلقي تلقيح ضد الحصبة، في ظهور بعض البؤر بين مجموعات بشرية، حيث تكون معدلات تغطية التطعيم ضد الحصبة غير كافية أقل من 95 في المائة، و تحدث الأوبئة عندما يتوقف التلقيح في البلدان أو المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية أو النزاعات التي تؤثر على الخدمات الصحية الأساسية وتعرقل عمليات التلقيح، كما أن الاكتظاظ بسبب هذه الأحداث ونقص النظافة يعرض لازدياد وتكاثر حالات.خطر الإصابةو أوضح حمضي، أن أي شخص معرض للإصابة بهذا المرض، سواء كان طفلا أو بالغا، غير ملقح تماما أو بشكل غير كامل (لم يتلق أي جرعة واحدة من اللقاح أو جرعة واحدة بدون جرعة معززة)، ويرتفع خطر الإصابة بين صفوف الأطفال دون سن 5 سنوات، والبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 30 عاما، والنساء الحوامل، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والأشخاص الذين يعانون من أمراض تضعف جهاز المناعة.وعن أهم طرق الوقاية، يؤكد حمضي أنها تكمن في التلقيح أولا وثانيا وثالثا، إلى جانب تدابير النظافة. وفي المغرب تصل معدلات التلقيح ضد الأمراض المستهدفة لدى الأطفال إلى أكثر من 95٪، ويعد المغرب من بين البلدان ذات التصنيف الجيد في هذا المجال، بالإضافة إلى ذلك، نظم المغرب في عام 2013 حملة وطنية للتلقيح الاستدراكي ضد الحصبة والحصبة الألمانية مع تطعيم 10 ملايين شخص تتراوح أعمارهم بين 9 أشهر و19 عاما في المراكز الصحية والمدارس.... وكان الهدف على وجه التحديد هو الحفاظ على هذا المستوى العالي من الحماية والتلقيح الكامل.