كشفت هند العيدي رئيسة جمعية "جود" عن معاناة المشردين في الشوارع سواء بين البالغين أو الأطفال وهو الأمر الذي أصبح مقلقا ويحتاج إلى الكثير من العمل لإدماج هذه الفئة داخل المجتمع .

جمعية جود من بين الجمعيات الرائدة في هذا الباب ستحاول رئيستها هند العايدي من خلال الحوار الذي أجرته مع موقع أحداث أنفو الحديث عن الظاهرة والكشف عن الأسباب الكامنة وراءها ومدى انعكاسها على المجتمع ككل.

من وجهة نظرك كجمعوية تشتغل على ظاهرة التشرد ما هي الأسباب المساهمة في انتشار هذه الظاهرة؟

تشكل ظاهرة التشرد في المغرب أحد التحديات الاجتماعية الكبرى التي تواجهها في منظمة "جود". ولكي نكتشفها بشكل أفضل لا بد من التعرف على أسبابها التي تعتمد على عدة عوامل منها الفقر وضعف البنية التحتية في المناطق الريفية مما يدفع إلى الهجرة إلى المدينة والبطالة والهجرة غير الشرعية والصراعات والمشاكل الأسرية والإدمان على المخدرات والكحول، دون أن ننسى عامل رئيسي مرتبط باستغلال الأطفال في التسول.

ما هي آخر الإحصائيات حول عدد المشردين بشوارع الدار البيضاء؟

من الصعب إحصائيا تحديد عدد المشردين بسبب الطبيعة المتقلبة للظاهرة، والتي يمكن أن تختلف من عام لآخر ومن مكان لآخر. تتطلب عمليات التعداد والتقييم الموثوقة موارد كبيرة وجهودا مشتركة بين الحكومة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني.

ونتيجة لذلك، لا أستطيع تقديم إحصائيات حديثة ودقيقة عن عدد المشردين في المغرب بشكل عام أو في مدينة الدار البيضاء بشكل خاص. لكن هناك رقم واحد مقلق، حسب الإحصائيات الواردة في تقرير اليونيسيف بناء على الدراسات التي أجرتها في عام 2005، وهو أن هناك 25 ألف طفل مشرد يجوبون الشوارع في المغرب.

وحسب تقرير الإحصاء الأخير الذي أجريناه بوسائلنا الخاصة، من خلال تواجدنا المنتظم في الميدان ليلا، سواء أثناء توزيع الوجبات أو أثناء عمل شاحنة الاستحمام، على عينة من 4000 شخص،لاحظنا النسب التالية

- 96% من المشردين هم من الرجال

- 35% من المشردين هم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و35 عاما

- 55% ليس لديهم وثيقة هوية وطنية

ما هي الأهداف التي تشتغلون عليها داخل الجمعية للقضاء على هذه الظاهرة ؟

تهدف منظمة JOOD، كمنظمة غير حكومية، إلى تعزيز الحماية الاجتماعية والحد من أوجه عدم المساواة من خلال دعم الأشخاص الذين يعيشون في أوضاع غير مستقرة. وتتمثل مهمة منظمة "جود" في إعادة إنشاء روابط اجتماعية مع الأشخاص الذين تركوا في أوضاع غير مستقرة ومن أجلهم من خلال الأعمال الإنسانية والبرامج الاجتماعية والاقتصادية.

وهدفنا الأمثل هو تطوير وتعزيز الرأس المال البشري من خلال إعادة الإدماج الاجتماعي والمهني للمستفيدين من خلال توفير السكن والنظافة الشخصية والعمل.

ما هي الخدمات التي تقدمها جمعية جود لهذه الفئة ؟

ولمعالجة هذه المشكلة، تقوم خطة عملنا داخل جمعية جود على 3 ركائز أساسية:

- الأمن الغذائي، من خلال إعداد وتوزيع 13,500 وجبة ساخنة كاملة شهريا على المشردين في عدة مدن مغربية.

- النظافة الشخصية من خلال شاحنات الاستحمام التي تجوب مدن المملكة وتقدم حمامات ساخنة وتصفيف الشعر والملابس الجديدة والأحذية والبطانيات ومستلزمات النظافة الشخصية

- الإدماج الاجتماعي والاقتصادي، من خلال برامج الدعم الاجتماعي والمهني لمنحهم إمكانية الحصول على عمل من خلال التدريب على الحرف التي لا تتطلب التعليم المدرسي;

دون أن ننسى حملات التوعية، مثل الحملة التي نظمتها منظمة جود لمكافحة استغلال الأطفال في التسول.

ماهي انعكاسات انتشار هذه الظاهرة على المجتمع؟

إن ظاهرة التشرد لها انعكاسات وآثار سلبية على المجتمع بشكل عام، ومن خلال أعمالنا الإنسانية في مجال التشرد نلاحظ هذه النقاط التي توضح هذه التداعيات:

- زيادة معدلات الجريمة والعنف في المجتمع، حيث قد يلجأ بعض المشردين إلى الأنشطة الإجرامية من أجل البقاء.

- تدهور الحالة الصحية للمشردين الذين يواجهون مشاكل صحية كبيرة بسبب ظروفهم المعيشية الصعبة مما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض والمشاكل الصحية داخل المجتمع.

- التأثير على البيئة الحضرية التي تشهد تدهوراً في المناطق التي يتواجد فيها المشردون، مما يؤثر سلبا على نوعية حياة المجتمع.

- التأثير على الاقتصاد المحلي بسبب زيادة تكاليف الرعاية الصحية والتدخلات الاجتماعية والأمنية.