AHDATH.INFO

دعا عبد اللطيف حموشي المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، إلى تكوين جبهة أمنية مشتركة قادرة على مواجهة الخطر الإرهابي والشبكات الاجرامية بكل أشكالها، باعتبار أن الظرفية الحالية تبقى مفتوحة على كثير من التحديات الأمنية مع تنامي التهديد الإرهابي وتقاطعاته العضوية مع شبكات الإجرام المنظم العابرة للحدود".

وأشار حموشي في كلمته خلال افتتاح أشغال المؤتمر ال47 لقادة الشرطة والأمن العرب، بمدينة طنجة أول أمس الأربعاء 6 دجنبر الجاري، إلى أن أكبر التحديات التي يواجهها العالم اليوم هي ظهور التكتلات الجهوية للتنظيمات الإرهابية خصوصا في دول الساحل والصحراء، في العمق الافريقي للدول العربية، إضافة إلى ما تواجهه المنطقة العربية، بشكل غير مسبوق، مع تزايد تدفقات ونزوح المهاجرين غير النظاميين في إطار شبكات إجرامية منظمة تراهن في كثير من الأحيان على الاختراق الأمني ونقط الحراسة الأمنية على الحدود الوطنية للدول، وأيضا مع تزايد المخاطر بسبب التحديات التي تطرحها شبكات الاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية لاسيما في ظل بروز وانتشار العديد من المخدرات التركيبية التي تدفع المتعاطين لها الى ارتكاب الجرائم المطبوعة بالعنف".

وأكد المدير العام للأمن الوطني أن مصالح الأمن رصدت ما بعد مرحلة جائحة كورونا تزايد مؤشرات الجريمة المعلوماتية وتكاثر قضايا الاحتيال والابتزاز السيبراني، وهو ما يشكل تهديدا بالغا للاقتصادات الوطنية ولأمن الدول وحرمة المعطيات الشخصية للمواطنين مع تنامي الكثير من الجرائم المعقدة"، مشيرا إلى أن احتضان بلادنا لهذا الحدث الأمني البارز يعكس حرص المملكة على توطيد أواصر الأمن العربي وضمان الاستقرار في ربوع الفضاء العربي".

وأوصى المشاركون في هذا المؤتمر بضرورة تنسيق الجهود وتبادل الخبرات من أجل ضمان المكافحة الناجعة والتصدي الحازم لكل الظواهر واستعمال التكنولوجيا الحديثة في العملية الإرهابية واستعمالها المعيب، وكذا الاهتمام بالجانب الإنساني عبر إدراج آلية تنسيقية بين الدول العربية تجسد الرعاية التي ما فتئ يوليها الجسم الأمني لموارده البشرية باعتبارها قطب الرحى في إنجاح سياسة أمنية والسبيل الناجع للنهوض بالجانب الاجتماعي للشرطة وتمكينها من الاضطلاع الأمثل بواجباتها الأمنية لخدمة الوطن والمواطنين" .

كما تمت مناقشة خلال هذا اللقاء، الذي نظمته المملكة المغربية ممثلة في المديرية العامة للأمن الوطني، بشراكة مع الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، عددا من القضايا الأمنية ومنها استعمال التكنولوجيا الحديثة في الجرائم الإرهابية والجريمة المنظمة، وتوصيات مؤتمرات رؤساء القطاعات الأمنية واجتماعات اللجان المنعقدة في نطاق الأمانة العامة خلال عام 2023 .

وبحث قادة الشرطة والأمن العرب أيضا آلية تنسيقية تشاركية بين البلدان العربية للتكفل بعلاج المصابين من رجال الشرطة، بحضور الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، ورئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "أنتربول"، ورئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وبمشاركة رؤساء أجهزة الشرطة والأمن في عشرين دولة عربية وست منظمات دولية وإقليمية.

وتم عرض خلال هذا المؤتمر شريطا يُعرف بالمملكة المغربية وبقواتها الأمنية، الذي قدمته المديرية العامة للأمن الوطني نهاية الأسبوع المنصرم بفيينا بالنمسا، حيث نال المغرب شرف احتضان الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة لمنظمة "الأنتربول" سنة 2025.

وفازت المملكة المغربية، ممثلة في المديرية العامة للأمن الوطني، بجائزة أفضل فيلم توعوي في مجال الشرطة المجتمعية والبعد الإنساني في عمل مصالح الأمن، عن فيلم تحسيسي يوثق للتضحيات التي قدمتها عناصر القوات العمومية لمساعدة وإغاثة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز.

وشهدت هذه الدورة مشاركة جل الدول العربية، ويتعلق الأمر بالإضافة إلى المملكة المغربية، المملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والجمهورية التونسية، ودولة جيبوتي، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية السودان، وسوريا، والعراق، وسلطنة عمان، وفلسطين، وقطر، وجزر القمر، والكويت، ولبنان، ودولة ليبيا، وجمهورية مصر العربية، والجمهورية الإسلامية الموريتانية و اليمن، إلى جانب ممثلين عن مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (أنتربول) ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ،والوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل ومشروع مكافحة الإرهاب والعدالة الجنائية ووكالة الاتحاد الأوروبي للتدريب على إنفاذ القانون ،وجهاز الشرطة الأوروبية والاتحاد الافريقي للتعاون الشرطي ، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والاتحاد الرياضي العربي للشرطة .