AHDATH.INFO
انسحب فريق اتحاد جدة السعودي من المباراة التي كانت ستجمعه مع مضيفه سيباهان الإيراني امس الاثنين ضمن دور المجموعات في دوري أبطال آسيا لكرة القدم احتجاجا على وجود تمثال للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني الذي قتل في غارة أميركية بالعراق مطلع العام 2020 والذي تنسب إليه أيضا كل الأنشطة الخارجية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وفق مانشرته تقارير إعلامية.
ويعتبر التصرف الإيراني انتهاكا للمواثيق الرياضية التي تفرض عدم تسييس الرياضة، بينما ترخي هذه التطورات بظلال ثقيلة على تطبيع العلاقات الناشئ بين البلدين واستئناف علاقتهما الدبلوماسية بعد اتفاق وصف بالتاريخي برعاية صينية.
ويتناقض التصرّف الإيراني مع حديث المسؤولين عن التزام طهران بتفعيل بنود الاتفاق الذي أنهى سبع سنوات من القطيعة بين القوتين الإقليميتين بما فيها إنهاء إقامة مباريات فرق البلدين على أرض محايدة.
وأكدت قناة الإخبارية السعودية أن "نادي الاتحاد غادر الملعب اعتراضا على وضع التمثال وأن مراقب وطاقم حكام اللقاء طلبوا من المسؤولين الإيرانيين إزالة التماثيل واللافتات وتم الرفض من قبل إداريي سيباهان"، مضيفة "أن مراقب الاتحاد الآسيوي دوّن كل التجاوزات التي أدت إلى إلغاء اللقاء وسيتم عرضها على لجنة الانضباط لاتخاذ الإجراءات اللازمة".
وذكر مصدر في نادي الاتحاد رفض الكشف عن اسمه لأنه غير مخوّل الحديث إلى الإعلام أن "إداريي السعودي عبروا عن استيائهم من وجود تمثال نصفي للجنرال الإيراني قاسم سليماني داخل الملعب".
ونقلت وكالة 'إيسنا' الإيرانية عن نادي سيباهان أن المباراة ألغيت بعد قرار من الحكم، مضيفا "سنجهز شكوى حول الحادثة ونقدمها للاتحاد الآسيوي لكرة القدم".
وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي "تم إلغاء المباراة في دوري أبطال آسيا 2023 - 2024 ضمن المجموعة الثالثة والتي كان من المقرر أن تجمع بين سيباهان الإيراني والاتحاد السعودي على ستاد نقش جاهان في اصفهان مساء الاثنين وذلك بسبب ظروف غير متوقعة".
وشدد الاتحاد على التزامه بضمان أمن وسلامة اللاعبين والمسؤولين والجماهير وكل أطراف اللعبة، لافتا إلى أنه "سوف تتم إحالة الأمر على اللجان المعنية".
وقال مصدر في الاتحاد "وجد إداريو النادي تمثالا نصفيا لقاسم سليماني في الممر المؤدي إلى الملعب، هي مجرد مباراة كرة قدم وتواجد التمثال لا علاقة له بالموضوع، طلبنا منهم إزالة التمثال قبل البدء بعملية الإحماء فرفضوا وعاد الفريق إلى غرف تبديل الملابس".
وكان الاتحاد القاري قرر هذا الموسم إقامة مواجهات الأندية السعودية والإيرانية في دوري أبطال آسيا بنظام الذهاب والإياب في البلدين وذلك بعد إقامتها على أرض محايدة منذ 2016 بسبب الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
وكانت المباريات التي تجمع فرق الاتحادين السعودي والإيراني، سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية، تقام في الدول الخليجية المجاورة بحسب قرار المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي عام 2016.
وكانت الرياض قطعت علاقاتها مع طهران عام 2016 إثر هجوم شنّه متظاهرون إيرانيون على كلّ من سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، احتجاجا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.
لكنّ البلدين اتّفقا على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما بعد قطيعة أنهاها اتفاق مفاجئ تمّ التوصّل إليه بوساطة صينية في العاشر من مارس الماضي.
وتطوّرت العلاقات بين إيران والسعودية حين فتحت الجمهورية الإسلامية سفارتها في الرياض في السادس من يونيو في خطوة جاءت بالتزامن مع إعادة المملكة فتح سفارتها في طهران.