يجب أن نقتنع بها جديا مرة أخرى،وأخيرة، لكي نمر إلى الأهم: مجاراة الجار الجزائري، إعلاما وحكومة، في عتهه هو أمر في غير صالحنا بالمرة.

نعم، قد نضحك من بلاهات القوم المتكررة هناك، لكن يجب أن نعترف أن بعضنا لفرط رغبته في الجري وراءهذا الحمق القادم من الشرق أصبح أحمق أكثر من المصابين بداء الجنون هناك.

وقد رأينا بمناسبة كأس إفريقيا دون ال 17 كيف قدم سعيد شيبا وكتيبته الرد الأفضل على كل البذاءاتالقادمة من هناك، بتميز رائع على أرض الميدان، أي بالعمل، وليس بالكلام، وصل بهم حتى نهاية المنافسةالقارية التي خسروها أمام منتخب سنغالي اتضح منذ بداية الدورة أنه فعلا الأفضل.

هذا هو الرد الأمثل على عربدة الحمقى: صفعهم بالإنجازات الفعلية داخل بلادهم وخارجها، والتأكيد لهم أن محاولة التشبه بنا لاتستقيم، وأن إعلام عساكرهم في كل محاولات (الالتصاق) بالمغرب، لكي نصبح أندادا، أو أشباها، أو كالأشباه هي محاولة فاشلة تماما.

حتى تلك اللحظات التي نتوقف فيها عند سرقاتهم، ومحاولات "خنشلتهم" لأشياء ثابتة فينا يعرف الكلأنها مغربية بالتاريخ القديم العريق الذي كتب قبل أن يؤسس الجنرال دوغول الجزائر، هي لحظات تصلح فقط للتندر منهم، وللسخرية المتألمة لحالهم، ولايجب أن يدخل إلى أذهان عقلائنا أنها جدية، أو أننا نحملهاحقا على محمل الجد.

هي طريقة ضاحكة فقط لفض الاشتباك المتخيل في أذهانهم، مع هاته العداوة التي لاتريد الابتعاد عنا، والتي أسست عقيدة وجودها على محاولة إقناع شعب الجزائر المسكين أن (المروك) هم أسوأ خلق الله أجمعهم.

والجميل هو أن هذا الشعب الجزائري المسكين بنفسه، لايأخذ بذاءات العصابة المسيطرة عليه بجد، لذلكيقول حبه للمغاربة باستمرار، ويشرح لنا كلما التقينا به أنه يفهم لعبة العصابة إياها، ويفهم أنها تحاول فقط البقاء على قلبه وفؤاده بهذا الرصيد الأحمق من البذاءات التي لاتنتهي.

مرة أخرى وأخيرة نقولها: إذا أردنا أن نكون أكبر من حمقى الشرق، ونحن فعلا أكبر، علينا أن نتركهم فيصغائرهم يعمهون، وعلينا أن نقصفهم يوميا بإنجاز جديد على أرض الواقع، يعرفون به جيدا أننا سائرون،وماضون، ومتحركون، ويعرفون هم بالمقابل من جديد أنهم في وضعية "محلك سر" التي يعرفها جيدا منعبر الثكنات العسكرية يوما، وهي وضعية توحي بالمشي، مع أنها الجمود والوقوف كله.

ادعوا للمجانين هناك بالشفاء، وابتعدوا عن باب المارستان الذي يقطنونه، وادعوا لعقلائنا ألا تمسهم عدوى كل هذا الجنون...فذلك حقا أسوأ ماقد يقع لنا إذا تمادينا في مجاراة "مهرجان المهابيل" المقام قربنا منذ1962.