Ahdath.info

في إطار فعاليات الدورة الثالثة عشر لمهرجان " أماناي " الدولي للمسرح بورزازات، والذي نظمته جمعية فوانيس ورزازات تحت شعار " ورزازات... أرض الفرجات، أماناي واحة المشاهد " أجرت " أحداث أنفو " فسحة لقاءات مع ضيوف المهرجان من ( نقاد في المجال المسرح ــ مخرجين ممثلين.. ) من بينهم الناقد والكاتب المسرحي والإعلامي الحسين الشعبي خلال لقائه مفتوح حول " المسرح المغربي ... تراكمات وإكراهات " وتوقيع المؤلف الجماعي لمحمد قاوتي " الحسين الشعبي ... فواتح العرفان ".

س: يعتبر مجموعة نقاد ومتتبعي المسرح المغربي حقق عدة تراكمات على مستوى الكم والكيف؟

ج : المسرح المغربي حقق مجموعة تراكمات منذ الاستقلال إلى اليوم، وهذه التراكمات تتميز بشيء أساسي وهو التنوع على مستوى الإبداع سواء تعلق الأمر بالكتابة المسرحية أو بالإخراج أو الأداء التمثيلي أو ( النقد والمواكبة والبحث المسرحي.... ) ، الميزة الثانية وهي جيل المسرحي جيل الهواة أساسا واليوم جيل الشباب تنطوي انشغالاتهم على كثير من البحث التجريبي وهذا البحث التجريبي طال الكتابة ، حيث أصبحت الكتابة تتسم بتغييرات مهمة جدا لم يعد معها النص المسرحي ذلك النصالكلاسيكي الذي يحترم وحدة الموضوع ووحدة الحداثة أصبح معه النص المسرحي نصا منفجرا ومعظم الكتاب نهجوا تأليف نصوصا بطابع فكري وفلسفي ( المسكيني الصغير ــ عبد الكريم برشيد ــ محمد مسكين ــ محمد تيمد ــ محمد قاوتي ... ) كل هذه النصوص هي عصية حقيقة،

وتستشرف أفقا مغايرا للكتابة المعهودة والسائدة أنذاك، أما على مستوى الإخراج لم يعد هو تلك القراءة ثانية للنص بالقدر ما كان إعادة كتابة النص ولكن كتابة النص بشكل ( بصري ــ الجسد ــ الإيماءة ــ الضوء الصورة ) إلى جانب الاعتماد على الألوان والأحجام، هذا الإخراج أعطى للجانب البصري سلطة حقيقية، حتى أن المشهد المسرحي يكاد يكون قصيدة أو لوحة تشكيلية، وهذا ما تأكد خلال العروض المشاركة بالمهرجان الدولي أماناي للمسرح، هذه التراكمات هي حقيقة مشرفة وستظل راسخة في تاريخ المسرح المغربي، مع ذلك واكبت هذه التراكمات مصاعب ومطبات وإشكالات والتي تتعلق أساسا بمدى مواكبة القطاعات العمومية المعنية لهذه الحركة الإبداعية.

س : هل حقق المسرح المغربي غاياته الأسمى في ظل الدعم للحكومة؟

ج. الدعم المسرحي الذي تأسس مع مجيء حكومة التناوب هو دعم مطلوب ومشروع، ونؤكد على استمراريته ومن أحقية المسرحيين الاستفادة منه باعتباره مكتسب وحق دستوري في تنمية المشهد الثقافي والفني، إلا أن هذا الدعم لم يفي بغرضه يظل قليلا ويبقى الإنتاج المسرحي يعيش صعوبات أخرى، ولكن المفارقة العجيبة في ظل هذه الإمكانيات المادية القليلة توجد إبداعات حقيقية، خصوصا والمسرح المغربي يحظى بمكانة كبيرة في حصده الجوائز الكبرى بمختلف المهرجانات خارج المغرب وهذا ما يفسر المفارقة بوجود مجهود وإبداع جيد ولكن نجد مواكبة غير جيدة وظروف غير جيدة بكل صراحة إن الظروف التي يشتغل فيها الفنانون تظل غير جيدة.

س : شهدت الطفرة الأخيرة بروز جيل جديد للشباب يتعاطى بجرأة للتمثيل والإخراج المسرحي؟.

ج : ما يثلج الصدر سواء خريجي المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي أو الشباب القادم من ( المسرح الجامعي أو المسرح الشباب ومسرح الهواة )، ويجعلنا القول أن المسرح المغربي بخير على مستوى الإبداع، هناك اقتراحات واجتهادات وهناك اليوم الجرأة في تناول المسألة المسرحية والإبداعية بشكل عام هناك جسر سلس ومتصل بين جيل الرواد وجيل الشباب، وهذا الجسر مثين واليوم نلاحظ في جميع المهرجانات حضور الرواد والشباب ووجود تلاقح وتفاعل علاقة حقيقية ستفضي إلى نتائج إيجابية.