"المغاربة سيضحون هذا العام على غرار السنوات الماضية، ولا مجال للترويج لإشاعات عن عدم إقامة سنة عيد الأضحى خلال شهر يونيو المقبل وسيأكل المغاربة من أضاحي بلدهم". هكذا تحدث عبد الرحمان المجدوبي، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز "أنوك"، خلال لقاء له مع جريدة "الأحداث المغربية" على هامش الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس.مجدوبي، الذي تحدث باليقين وبالأرقام، أكد أن عملية ترقيم أضاحي العيد على المستوى الوطني ناهزت 3 ملايين رأس، مبرزا أن المدة التي تفصل عن عيد الأضحى كافية، لكي يبلغ العرض من الأضاحي المستوى السنوي المطلوب والذي يبلغ 5.5 ملايين رأس معدة للذبح يوم العيد.وزاد المجدوبي ليقطع الشك باليقين حول ما راج بخصوص موضوع استيراد مليون رأس من الخارج، حين اعتبر أن هذا الكلام غير معقول وليس منطقيا، من جهة، بحكم أن فترة الشهرين تقريبا التي تفصل عن العيد كافية لبلوغ هذا الرقم بحكم ما يعتري عملية الاستيراد من إجراءات ومن ترتيبات، ومن جهة أخرى، وحتى إن وجدت هذه الأضاحي، يقول، فلن تكون في متناول المستهلك المغربي بحكم ارتفاع الأسعار ما سيؤثر على تكلفتها ويساهم في غلاء ثمنها.وحتى إن تغاضينا عن هذين العاملين المهمين والمحددين في كل عملية تجارية مع الخارج، يبرز، فلا يجب أن ننسى أيضا عاملا مهما وأساسيا، والذي يتعلق بالعادات الاستهلاكية للمغاربة والذين لا يرضون بسلالات أخرى غير السلالات المغربية القحة ومن صميم بيئته التي تتنوع حسب الجهات والمناطق، والتي يحبذها المغربي في أضاحيه وفي موائده حتى في الأيام العادية.كما لم يفوت المسؤول الفرصة للتذكير بأن المملكة تعد من بين البلدان القلائل في العالم التي لا تستورد حاجياتها من الماعز والخرفان، كما أشاد بالصحة الجيدة للقطيع المغربي، وبأن الصحة الحيوانية في المملكة في أحسن حال بفضل الرعاية التي يحظى بها من قبل الدولة.إلى ذلك، أوضح عبد الرحمان المجدوبي أن عدد القطيع المغربي من الأغنام والماعز يتجاوز 26 مليون رأسا، مذكرا بالعمل الذي تقوم به كل من الجمعية والفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء قصد تغطية السوق الوطنية من حاجياتها من الأضاحي خلال العيد، إذ يعمل التقنيون المكلفون بالترقيم كل يوم على ترقيم 65 ألف رأس منذ فترة، ما يعني أن الوتيرة ستكون هامشا مريحا لبلوغ العدد المطلوب دون مشاكل.كل هذا جميل يقول المجدوبي ويسير وفق التصور والخطة التي وضعتها الجمعية لرفع رهان توفير الأضاحي، غير أنه، وبالمقابل، شدد على كون الوضعية التي يمر منها الكساب المغربي، بفعل استمرار موجة الجفاف وكذا الخلل الذي شهدته عملية التزود بالأعلاف خاصة الشعير من السوق الدولية لا تبشر وكل سنة يجد فيها الكساب نفسه بين مطرقة الأسعار التي لا تغطي تكاليف الإنتاج وسندان المضاربين، الذين ينتعشون في زمن الأزمات وارتفاع سعر القنطار من الشعير إلى 500 درهم، رغم عدم جودته، ناهيك عن القروض التي أثقلت كاهل الكسابة، ما ساهم في استفحال الوضعية واضطرار الكثير من الكسابة للبيع بأقل الأسعار.غير أنه شدد على أنه ورغم هذه الظرفية الصعبة، فإنه لا يتوقع أن تشهد أسعار أضاحي العيد ارتفاعا كبيرا في الأسواق وأن المواطن سيجد ضالته كالعادة في فصيلة وحسب قدرة كل أسرة.ولم يفت عبد الرحمان المجدوبي التنويه بالدور الذي تلعبه الحكومة بخصوص عملية دعم الأعلاف والتحفيزات التي تقدمها للكسابة الذين، يقول، تعول عليهم الحكومة لتفادي استيراد الحاجيات من الأكباش المخصصة لعيد الأضحى.وعن الأسعار التي لاحظ المواطن في محلات الجزارة خلال الفترة الماضية، أكد رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز أن الكساب لا دخل له في هذه العملية، وأن المستهلك يبقى ضحية المضاربين والسماسرة الذين ساهموا بشكل كبير في بلوغ كلغ من لحم الماعز والأغنام مستويات قياسية وغير مسبوقة.