في إطار ثقافة القرب و الإنفتاح على المحيط الإجتماعي قدم "مسرح الجيب" "théâtre de poche" بتعاون مع الجمعية الفنية "تيرمينوس للفنون" "terminus des art" بالفضاء الفني للإبداع و التكوين "L'INSTANT T" "لحظة تي" عرضه المسرحي "قلق" إخراج: عبد الفتاح عشيق ، تشخيص: عبد الفتاح عشيق ، و زكرياء راتب ، آسية البراح ، هدى اجبيلي ، إيمان جلال ، هدى الناصري ، زينب مازوز ، و أي واحد كيحس براسو كاعي (من الجمهور) ، موسيقى: سيف سيما .هذا العرض مختلف جدا عن باقي العروض الذي يشاهدها الجمهور المسرحي ، لأنه يخرج عن المألوف بطريقة إبداعية مبتكرة.المشاهد لا يدري متى و كيف يبتدأ العرض إلى أن يجد نفسه في خضمه و يشارك فيه ، لقد كان بحوزة الفضاء احتواء يعفيك من الإحساس من دور الضيف المشاهد حتى تستسلم لحميمته المواربة .لن تجد لك مفر من تلك النيات المدفونة لأن تصبح ممثلا على خشبة المسرح ، يطرحها عليك مشخصون بارعون يضمرون لك الكثير من المتعة الشاهقة .عبد الفتاح عشيق الممثل و مهندس العرض فتح بحضوره و أدائه بوابة الذهول ، فأمام أي خيار بين الحضور إلى العرض المسرحي "قلق" من عدمه كان احتمال قلقك و ندمك منعدمين .ربيع بن جحيل التدلاوي الممثل و المخرج ، خريج المعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي و رئيس جمعية "تيرمينوس للفنون" الذي دعاني لمشاهدة عرض "قلق" لمسرح الجيب برواق و فضاء " L'INSTANT T " وجدت في دعوته للحضور شيئا مغريا و مثيرا لتحدي المشاركة الصامت و مثيرا أيضا للكتابة .كانت فكرة العرض التقرب من الجمهور الحاضر ، و مشاركته همومه بطريقة ارتجالية مبتكرة تحافظ على الخط البنيوي للنص ، و يدفع به إلى إيجاد الحلول المشتركة لكل المشاكل الراهنة بين الإدارة العمومية و المواطن البسيط الذي يريد أن يكمل دراسته في الخارج أو من يريد إتمام عقوده لكي يتمكن من العمل خارج البلاد أو الذي يريد أن يحقق تغطيته الصحية و الإجتماعية أو الذي يريد أن ينجز مشاريعه الإقتصادية و الإستثمارية .لقد كان "قلق" عرضا بمثابة جسر مصالحة بين المواطن و بين كرسي المنصب المغري و الزائل .مسرح الجيب إنه فعلا نقطة ضوء ثقافية و فنية قريبة من المواطن تستحق الإشادة و الدعم و الإحترام .