أكد أندري أزولاي مستشار جلالة الملك ، ورئيس مؤسسة (آنا ليند) الأورمتوسطية للحوار بين الثقافات ، أهمية وجرأة القرار الذي تم اتخاذه قبل عشر سنوات من قبل حكومات المنطقة لإنشاء هذه المؤسسة التي تعتبر أول مؤسسة مشتركة للشراكة الأورومتوسطية، والمؤسسة الأورومتوسطية الأولى والوحيدة التي تقع جنوب البحر الأبيض المتوسط .

وقال أندري أزولاي، في كلمة ألقاها خلال حفل أقيم مساء أمس بالقاهرة، بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيس مؤسسة ( أنا ليند ) التي يوجد مقرها بمدينة الإسكندرية، إن المؤسسة التي تعمل باعتبارها "شبكة شبكات المجتمع المدني " في المنطقة، أصبحت بعد عشرة أعوام تضم أكثر من 4000 من المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني من مختلف أنحاء أوروبا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط التي تعمل من أجل الحوار بين الثقافات والمشاريع المشتركة في مجالات التعليم والإعلام والثقافة.

وأضاف أن العشر سنوات من عمر مؤسسة ( أنا ليند ) شهدت مشاركة الآلاف من النساء والرجال في الأنشطة التي تنظمها من خلال المنتديات الرئيسية للمؤسسة في برشلونة ومرسيليا ، بالإضافة إلى الفضاءات المتنوعة للقاء والتبادل التي تم تنظيمها من خلال برامج مثل "دورك " و"صوت الشباب العربي" . وذكر أندري أزولاي بأن معظم المشاركين في أنشطة مؤسسة ( أنا ليند ) كانوا من الشباب الباحثين عن الأمل، والملتزمين بقيم المؤسسة المتمثلة في الاحترام المتبادل ، والدفاع عن السلام، والموقف الحازم ضد أي نوع من التعصب والتطرف وكراهية الأجانب أو العنصرية.

وأشار إلى أن منطقة البحر الأبيض المتوسط ، التي عادت إلى قلب جدول أعمال السياسة الدولية، تشهد تحديات خطيرة ، مشيرا في هذا الصدد إلى استمرار "المأزق الذي لا يطاق" الذي يواجهه مسلسل إيجاد حل للقضية الفلسطينية.

وقال من جهة أخرى، إن المجتمعات في المنطقة تواجه تغيرات عميقة و"انحدارا ثقافيا غير مسبوق" ، مؤكدا أن مناسبة الذكرى العاشرة للمؤسسة هي " لحظة فريدة لتقييم الدروس المستفادة ، وكيفية الاستجابة بشكل أفضل للتحدي المتمثل في دعم القيم المشتركة " وألقى حاتم سيف النصر، مساعد وزير الخارجية المصري، كلمة باسم هذا الأخير، نوه فيها بالمبادرات والأعمال التي أطلقتها مؤسسة (أنا ليند) وبالجهود التي بذلها أندري أزولاي على رأس المؤسسة.

كما القيت خلال هذا الحفل، الذي حضره سفير المملكة المغربية بالقاهرة، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية ، محمد سعد العلمي ، ورؤساء الشبكات العربية لمؤسسة (أناليند) ومن بينهم محمد فهمي رئيس الشبكة المغربية ، كلمات من طرف المدير التنفيذي للمؤسسة وبعض رؤساء الشبكات الوطنية العربية لمؤسسة (أنا ليند) وممثلين عن الشباب العربي الذين استفادوا من المبادرات التي أطلقتها المؤسسة ، أشادوا فيها بالدور الذي تلعبه هذه الأخيرة في الحوار بين الثقافات وإرساء قيم التسامح وتشجيع الشباب، وبالنتائج التي حققتها بفضل جهود أندري أزولاي الذي تنتهي ولايته على رأس المؤسسة هذه السنة لتخلفه إليزابيت غيغو (فرنسا).

وكان أندري أزولاي قد انتخب في 2008 أول رئيس لمؤسسة (أنا ليند)، حيث رشحته جامعة الدول العربية وحظي ترشيحه بإجماع الدول الأعضاء ال42 في الاتحاد من أجل المتوسط .

ومؤسسة (أنا ليند) الأورومتوسطية للحوار بين الثقافات هي منظمة غير حكومية هدفها العمل من أجل تعزيز الحوار وغايتها التعرف على "الآخر". وتأتى مواردها من الدول الأعضاء في الشراكة الأورو-متوسطية والمفوضية الأوروبية، وتستدل بقيم عملية برشلونة، وأخصها "التقارب بين الشعوب من خلال الشراكة الاجتماعية والثقافية والإنسانية".

وقام وزراء خارجية مؤتمر الأورو-متوسطية بتأسيس مؤسسة (آنا ليند) في عام 2004 كمؤسسة لتعزيز الحوار بين الثقافات في المنطقة. ووضع لها تصور يجعل منها "شبكة الشبكات الوطنية" للمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني.