AHDATH.INFO- البيضاء - سعيد نافعلعله الشخصية الأكثر إثارة للإعجاب والاحترام والتقدير، والفضول أيضا، في محيط الملك محمد السادس. الشاب الذي ظهر على شاشة التلفزيون عشية وفاة الملك الراحل الحسن الثاني، واعتلاء الملك الشاب محمد السادس للعرش، تحول إلى شخص ذو متابعة كبيرة من كافة أفراد الشعب المغربي، الذين غالبهم الفضول في التعرف على هوية الشاب ، فارع الطويل، وسيم المظهر، الذي يحرس ملك البلاد المحبوب. على التلفزيون أو على صفحات الجرائد ظل عبد العزيز الجعايدي، ضابط الأمن السابق، سؤالا غامضا على ألسنة الجماهير، وزاد من هذا الغموض السرية الكبيرة التي تضرب حول شخصه وحياته. وهو أمر يشترك فيه كل حراس الملوك والرؤساء في العالم، الذين قدر لهم الظهور الدائم في محيط هؤلاء الشخصيات ولكن المكوث في الظل لطبيعة دورهم الحيوي والهام.للجعايدي على الفايس بوك حياة أخرى. قطعا هو ليس مشاركا فيها بشكل مباشر، لأن طبيعة العمل الهام الذي يضطلع به تفرض عليه عدم الظهور بشكل علني ومباشر في الكوكب الأزرق، لكن محبيه ومعجبيه أصروا على أن يجعلوا من هبد العزيز شخصية عامة وفي المتناول. عبر الصور ومقاطع الفيديو المحملة من هنا وهناك، يشارك آلاف المغاربة إعجابهم بالحارس الشخصي للملك مع بعضهم، لدرجة الحميمة والاقتراب الكبير. عبارات الحب والاعجاب تصل أحيانا حدود الغزل البسيط والبريء خصوصا من الجنس اللطيف، الذي بدون شك ، يرى في عبد العزيز التجسيد الكامل لمعاني الرجولة والبطولة والقوة والوسامة. من هو الحارس الشخصي للملك ؟ازداد عبد العزيز الجعايدي، الحارس الشخصي لجلالة الملك محمد السادس في 10 أكتوبر 1967 بمراكش. وحاز على دبلوم البكالوريا شعبة العلوم التجريبية بميزة جيد، ثم دبلوم الدراسات الجامعية قسم البيولوجيا والجيولوجيا بعد ذلك بسنتين. خلال فترة الدراسة الثانوية أو الجامعية، عرف عن الجعيدي تميزه في الألعاب الرياضية ومشاركته في عدة أنواع رياضية لعل أهمها كرة السلة التي أجادها  حين كان لاعبا في صفوف الكوكب المراكشي لكرة السلة و قبلها في الألعاب المدرسية، و بما أن قامته كانت تتيح له فرصة التحكم في فضاء'' تحت السلة'". كان أساتذة السيد الجعيدي يتنبؤون  بمستقبل مهني بعيدا عن أمن القصر، فالفتى كان مجتهدا حريصا على الظفر بشهاة الباكالوريا بتقدير جيد في شعبة العلوم التجريبية، بفضل تمكنه من التوفيق بين الدراسة و الرياضة، سواء لعبة كرة السلة أو فنون الحرب . وضد كل التوقعات التحق السيد الجعيدي بأكاديمية الشرطة بالقنيطرة، و بعد تخرجه التحق بمديرية أمن القصور الملكية، و أضحى الحارس الشخصي لولي العهد سيدي محمد . مباشرة بعد وفاة الحسن الثاني رحمه الله، أزيح ابن مدينته محمد المديوري من منصبه و أصبح السيد الجعيدي الحارس الشخصي للملك محمد السادس. الجعيدي  ظل عاشقا لكرة السلة حريصا على متابعة مباريات الدوري الإحترافي الأمريكي لهذه اللعبة. يقول رفاق دربه إن الجعيدي تمكن من تسجيل نقط كثيرة في سلة حياته، و بقفزة هوائية كما يفعل نجوم السلة الأمريكيين تمكن من الصعود في سلالم السلطة من ضابط إلى والي أمن في ظرف لا يتجاوز العقد من الزمن.

حراسة لصيقةإذا كان عبد العزيز الجعيدي المشبع بالثقافة الرياضية يعرف جيدا معنى الحراسة اللصيقة، فإنه إذا مازا صفحات معجبيه على الفايس بوك سيفاجأ بحراسة لصيقة من نوع آخر.  فمن بين عشرات الصفحات الالكترونية التي تختص بالمتابعة الدقيقة لحارس ملك البلاد، تحوز صفحة " عبد العزيز الجعايدي - الحارس الشخصيلصاحب الجلالة الملك محمد السادس"على ما يقارب السبعين الف " جيم" ما يجعلها واحدة من أكبر الصفحات متابعة على الصعيد الوطني  إلى جانب صفحات كبار الساسة والفنانين والرياضيين. باقي صفحات حارس الملك على الشبكة الاجتماعية، لا تصل إلى هذا العدد من المعجبين لكنها تجمع جيمات كثيرة، وتعاليق أكثر.وربما قد لا يجد الباحث عن توثيق مهمات عبد العزيز الجعايدي من عناء كبير للتزود بكل ما يحتاجه من وثائث وصور ومقاطع فيديو، فقط عبر الاعتماد عما تخزنه هذه الصفحات منها. صور ومقاطع فيديو تعود إلى بداية عهد صاحب الجلالة محمد السادس في الملك وتوثق لحله وترحاله، و دور الجعيدي في  في حماية ملك المغرب. وثائق تظهر الدور المزدوج لعبد العزيز الجعيدي في مهمات حراسة الملك و موكبه وعائلته، حيث أن الحارس الشخصي للملك لا يكتفي فقط باستعمال جسده وحواسه وذكائه في هذه المهمة، بل يوجه باقي الحراس ويتابع خطواتهم وينبههم إلى حيث يتوجب عليهم الوقوف أو الإسراع أو الركض أو تتبع ما يقع في محيط الزيارات الملكية.

تفاعل مباشرتبدو المسافة بين الجعيدي ومتابعيه على الفايس بوك متأثرة بالأحداث والمهام والتنقلات التي يكون فيها إلى جانب ملك البلاد. والملاحظ أن التجاوب مع هذه الأحداث يكون لحظيا، ويكفي مثلا أن يوضع على هذه الصفحات فيديو جديد للجعيدي حتى تشتعل التعليقات من روادها. من داخل المساجد أو خلال الزيارات الافريقية أو في الظروف الطبيعية الصعبة، تسير التعاليق باتجاه تقييم أداء الجعيدي وحرصه على أمن الملك. ولأن الصفحات مفتوحة أمام مبادرات الأعضاء والزوار، فإن المثير للاهتمام تظل المساهمات التي تحمل صورا أو فيديوهات نادرة، كصورة الجعيدي شابا مرافقا لولي العهد سيدي محمد وسط العاصمة الفرنسية باريس.التفاعل المباشر لرواد الصفحات المتخصصة في حارس الملك عبد العزيز الجعيدي، ينقلنا إلى نوع آخر من التواصل لا يقل حميمية، وإن كان يظل رهينة للمبادرة من جانب، أمام عدم إمكانية الحصول على ردود من الجعيدي نفسه، ولا يخلو من طرافة ومزاح خفيف . العديد من مرتادي هذه الصفحات يبادرون بطلب الجعيدي إمكانية الحصول على شرف اللقاء بجلالة الملك أو دعوته لبيوتهم، آخرون وتحديدا الشباب يسألون عن كيفية الالتحاق بالفريق المصغر لحماية الملك، في تواصل يبدو ساذجا، لكنه معبر عن حالة التماهي التي يعيشها البعض مع الحارس الشخصي للملك.يسألون عن الجعيدي و «في الجعيدي» أيضا عند المرض أو رواج إشاعات المرض أو الإصابة. كما حدث في شهر فبراير من العام 2014 حين اختفى حارس الملك الشخصي عن الانظار دون سبب منظور. يسألون عنه أيضا ويحاولون معرفة جديده خلال ترويج الإعلام لأخبار الغضبات الملكية، التي صارت موضة إعلامية في السنوات الأخيرة.