أسامة خيي
test
●
الأحد 31 يناير 2016
AHDATH.INFO – الرباط - خاص
كان لضيوف ومتتبعي وجمهور مهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف مساء أمس السبت بقاعة الفن السابع، موعد مع العرض ما قبل الأول للفيلم الوثائقي "ثقل الظل" للمخرج حكيم بلعباس الذي كتب السيناريو الخاص به كما أشرف على تصويره وتوضيبه، فيما أسند التشخيص لكل من علي ايتكو وفاطمة ايتكو..
أما قصة فيلم "ثقل الظل"، فتدور حول أب وأم في التسعينات من عمرهما يعيشان على أمل معرفة مصير ابنهما البكر المختطف قبل 37 سنة خلال ما يسمى بسنوات الرصاص التي عاشها المغرب في فترة من الفترات.. حيث تبقى محفظة الابن المختطف هي الذكرى الوحيدة المتبقية لأسرة اختفى ابنها في ظروف ظلت غامضة إلى اليوم.
ولرواية هاته الحكاية بتفاصيلها الإنسانية المؤلمة، انتقل فريق عمل فيلم "ثقل الظل" إلى منطقة دادس قبل 7 سنوات، حيث أجري اللقاء الأول الذي جمع حكيم بلعباس وحميد تباتو والحاج بصفتهما مساهمين أيضا في تنفيذ العمل، حول ظروف اختطاف الابن "أحماد" اعتمادا على رواية الأب والأم العجوزين.. رواية حكاها الوالد بشكل خاص بكثير من الصدق والتأثر والألم، تاركا المجال من حين إلى أخر إلى زوجته و ابنيه الآخرين للتدخل وتذكر بعض التفاصيل التي تسقط منه سهوا في سرد تفاصيل متعلقة بابن يجهل مصيره اليوم.. ليعود فريق عمل الفيلم مجددا إلى منطقة دادس، ويعاود اللقاء بالوالد وبباقي الأفراد الأسرى شهر أبريل من السنة الماضية 2015، ليجد هؤلاء معطى جديدا متمثلا في وفاة الوالدة بعد معاناة مع المرض وبعد لوعة فراق ابن دامت عقودا من الزمن..
ومن أجل رواية هاته الحكاية الإنسانية التي يتكرر وجودها في العديد من الأسر المغربية التي يجهل مصير أبنائها المختطفين في ظروف غامضة سنوات السبعينيات، فسح المخرج حكيم بلعباس المجال كله للكاميرا لتنقل حقيقة تقاسيم وجوه الشخصيات دون ماكياج أو تجميل، بتجاعيدها وضعف بنياتها الجسدية وسمرة بشرتها وجفافها وبساطة ثيابها وصعوبة ظروفها المعيشية التي تزيد من وطأتها قساوة الطبيعة ووعورة تضاريس المنطقة التي تقطنها أسرة إيتكو التي تعد واحدة من بين عشرات الأسر التي اختفى أبناؤها في ظروف غامضة، ولازالت مصائرهم مجهولة إلى حدود اليوم.
وبنفس الصدق والبساطة والألم، ينقل بطل العمل علي إيتكو أن هيأة الإنصاف والمصالحة والتعويضات التي تمنحها لضحايا سنوات الرصاص أو أسرهم لا تعنيه في شيء، لأن الأهم بالنسبة إلبه هو معرفة مصير ابنه المختطف إيمانا منه بأنه لا معنى لكلمة "مجهول المصير" مادام المآل لن يبتعد عن نهاتين حتميتين: إما كونه حيا يرزق أو كونه متوفى.. وفي الحالتين، فإن مصير الابن المختطف بالنسبة للوالد وباقي أفراد الأسرة محدد وواضح المعالم.. لتستمر حكاية الوالد علي إيتكو ومعاناة قاربت أربعة عقود، يتذكر تفاصيلها وألمها وانتظاراتها ومعاناتها بشكل دقيق لا يحد من حدته سوى معرفة مصير ابن اختطف ذات يوم من سنوات السبعينات، ولا زال مجهول المصير إلى حدود اليوم..
اكرام زايد