AHDATH.INFO – و م ع

تقاطعت في فيلم "حي سوبورا"، لمخرجه الإيطالي ستيفانو سوليما، مصالح منتخبين مرتشين، ورجال دين بالفاتيكان فاسدين ، ومافيا متوحشة تتحكم في ليل العاصمة الإيطالية، فنجم عن ذلك الكثير من العنف والدماء والانتقامات.ويمتد الفيلم (123 دقيقة)، الذي تم عرضه ضمن العروض الخاصة لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط في نسخته الثانية والعشرين (26 مارس-2 أبريل)، على مساحة سبعة أيام، يستعرض أحداثها المقززة والمرعبة أيضا يوما بيوم.فقبل ألفي سنة بروما القديمة، كان يطلق إسم "سوبورا" على حي سيء السمعة، تنتشر في جنباته الحانات والمواخير، ويلتقي فيه أعضاء مجلس الشيوخ الروماني، منذاك، بقادة العصابات الإجرامية لعقد صفقات مشبوهة يستفيد منها الجانبان.ويحكي الفيلم كيف أن قاع المدينة المظلم ما زال، بعد مرور أزيد من ألفي سنة، يشكل فضاء تتقاطع فيه سبل السياسيين المنافقين وشذاذ الآفاق من عصابات المافيا بوساطة من عدد من منعدمي الضمير والإنسانية في ظل مباركة ملتبسة من بعض أركان الفاتيكان.إذن، فدوائر المال والسياسة والجريمة واستغلال طهارة الدين تتداخل مصالحها عند التفكير في إحداث ورش تجاري ضخم بروما يسعى إلى أن يكرر تجربة "لاس فيغاس" في قلب روما ومن شأنه أن يدر الملايير بعد تحويل جذري لجغرافية ساحل أوستيا.انتحار، وتعنيف، ومخدرات صلبة، واغتيالات، ودعارة، وتغرير بالقاصرات، وأسقف فاسد داخل قبة الفاتيكان، وارتشاء، واختطاف، ومنتخب مدمن يصوت تحت الضغط، وعصابات إجرامية متناحرة تصفي حساباتها بوحشية مفرطة (...)، هي تيمات معتادة في بعض السينما الإيطالية تتناول العوالم الإجرامية الخفية للمافيا ومن يدور في فلكها، لكن ستيفانو سوليما، نجل المخرج سيرجيو سوليما، أعاد مزج هذه المكونات بفنية عالية لينجز فيلما قويا ، بشهادة العديد من النقاد والجمهور.يشار إلى أن ستيفانو سوليما بدأ مساره الفني بإخراج أفلام قصيرة، ثم اشتغل مؤطرا لقنوات تلفزية عالمية مثل "سي بي إس" و"سي إن إن"، وصور أفلاما وثائقية بمناطق تعاني من الحروب، ثم أخرج سلسلات تلفزية. وأخرج فيلمه الأول سنة 2012، قبل أن يخرج "حي سوبورا" سنة 2015.