ahdath.infoفيما تتواصل حملة مقاطعة يقودها مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي تستهدف التمور الجزائرية في المغرب، تبرز يوما بعد يوما تقارير دولية سبق أن حذرت من خطورة استهلاكها.
وأطلق المغاربة هاشتاغ #مقاطعة_التمور_الجزائرية، الذي تصدر الترند المغربي على تويتر، بالإضافة إلى هاشتاغ آخر باللغة الفرنسية بعنوان #boycott _ dattes_ algériennes.
وروج مغردون لتمور "المجهول” المغربية، التي تعد أرفع أنواع التمر إلى درجة أنه يلقب باسم "ملك التمور” وهو كبير في الحجم، ناعم وحلو جدا. يتهافت عليه المغاربة كل سنة ما إن تدنو أيام شهر رمضان. ورغم ثمنه المرتفع، فإنه يبقى مرادفا للغذاء الصحي الغني بالألياف، لقضاء يوم طويل من الصيام دون عطش.
ويحظى تمر "المجهول” بمكانة خاصة عند المغاربة لاسيما في الحفلات ومناسبات الزفاف في المغرب وبين المغاربة في المهجر، وغالبا ما يتم تقديمه محشوا باللوز أو معجون اللوز الحلو، أو المكسرات.يذكر أن حركة مقاطعة التمور الجزائرية بدأت العام الماضي بتغريدات على موقع تويتر، لتتضخم وتنتشر على نطاق واسع.وقال معلقون، إن هدف الحملة يتمثل في "إنصاف مزارعي واحة فجيج الذين كانوا ضحايا الطرد من قبل الجيش الجزائري في بداية مارس من العام الماضي”.وذكر معلقون بمشاهد المغاربة من سكان فجيج، وهم يحملون عبر شاحنات ما استطاعوا حمله من أغراسهم من النخيل المسقية بمائهم وعرقهم في منطقة "العرجة” التي بسط الجيش الجزائري نفوذه عليها. وطرد منها أهلها وقام بتهجيرهم.وتحمّل مزارعون مغاربة في واحة فجيج المعزولة على الحدود الجزائرية عبء التوتر الإقليمي، بعد أن طردتهم الجزائر من بساتين نخيل عملوا فيها لأجيال. وتغطي المنطقة التي أخليت هذا الأسبوع نحو 1500 هكتار وتشمل أشجار تمر من نوع "عزيزة”. ويقول المزارعون إن لهم "حقوقا تاريخية” في الأرض، مستدلين على ذلك بوثائق تعود إلى عام 1939.
وسبق أن قال المحلل السياسي المغربي مصطفى الطوسة إن هذه المقاطعة هي "نتاج التوترات السياسية المتصاعدة”. وأضاف "فتح النظام الجزائري عمدا الأبواب الإعلامية والسياسية للتعبير عن الكراهية تجاه جاره الغربي”. وأشار إلى أنه "إدراكا منهم لقوة شبكات التواصل الاجتماعي من أجل تحويل الاستياءات الفردية إلى حركة جماعية افتراضية، فكر بعض مستخدمي الإنترنت بالمغرب في حملة مقاطعة لشن هجوم مضاد”.يذكر أن لسلاح المقاطعة أهمية منقطعة النظير في العلاقات الدولية. غير أن المقاطعة لا تؤتي أكلها -بالضرورة- في كل الحالات، ويظل حجم تأثيرها مرتبطا بالقدرة على التعبئة الجماهيرية الواسعة وعلى طول النفس، كما يرتبط تأثيرها بقوة الطرف الآخر وقابليته للرضوخ.